قال بعض مشايخنا ـ رضوان الله عليهم ـ بعد نقله : (ولا يخفى ما فيه من الخفاء والضعف ، وفي نفسي من نسبة مثله إلى جناب آية الله العلّامة شيء) (١) انتهى.
ومنها ما نسبه السيّد المشار إليه إلى نفسه (٢) ، وحاصله أن النبي صلىاللهعليهوآله كانت مراتب علومه ومعارفه تتزايد يوما فيوما حتّى إنه ربّما عدّ مرتبته أمس تقصيرا وذنبا بالنسبة إلى مرتبته في يومه ، وعليه نزل قوله عليهالسلام : «إنّي لأستغفر الله كلّ يوم سبعين مرة من غير ذنب» (٣) ؛ ولمّا تكامل عمره الشريف تكاملت معرفته اللائقة بالمادة النبويّة.
وقد سلّم تلك العلوم التي حصلت له مدّة عمره الشريف لعليّ عليهالسلام في ساعة واحدة بحكم قوله : «علّمني ألف باب من العلم ، يفتح من كل باب ألف باب» (٤) ، وكلام علي عليهالسلام إنما هو بعد موت الرسول صلىاللهعليهوآله ، فلا منافاة بين طلب الرسول صلىاللهعليهوآله زيادة المعرفة أيام حياته وكلام عليّ عليهالسلام بعد مماته ؛ لأنه إنما حصّل هذه المرتبة من ذلك العلم الذي أفاضه عليه ، فلا يلزم زيادة علمه عليهالسلام على علمه صلىاللهعليهوآله (٥).
ومنها ما ذكره شيخنا العلّامة الشيخ سليمان البحراني ـ عطّر الله مرقده ـ وهو
__________________
(١) وقال قدسسره في كتاب (الأنوار النعمانية) بعد ما ذكر أن هذا المعنى (٥) مما خطر له إنه بعد ذلك رآه في شرح استاذه الأجلّ الشيخ علي ـ أعلى الله شأنه ـ على (شرح اللمعة). والظاهر أن المراد : الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن ابن شيخنا الشهيد الثاني. منه قدسسره ، (هامش «ح» و «ع»).
(٢) أجوبة الشيخ سليمان الماحوزي : ٤٧٨.
(٣) الأربعون حديثا (البهائي) : ٣١٢ / شرح الحديث : ٢٢ ، بحار الأنوار ٢٥ : ٢١٠ ، وليس فيه : من غير ذنب ، صحيح البخاري ٥ : ٢٣٢٤ / ٥٩٤٨.
(٤) الخصال ٢ : ٦٤٢ ـ ٦٤٣ / ٢٢ ، ٦٤٥ / ٢٧ ، ٦٤٥ ـ ٦٤٦ / ٣٠ ، أبواب الألف ، بحار الأنوار ٢٢ : ٥١١ / ٩.
(٥) الأنوار النعمانيّة ١ : ٣٧.
__________________
(١) من «ح».