والزيادة على اليقين إنما هو بعين اليقين ، وهو اليقين كما قرّر في محلّه (١)؟
ومنها ما ذكره أيضا قدسسره وهو أن المفهوم من قوله عليهالسلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» أنه بلغ في المعرفة السبحانية غاية لا يتصوّر الزيادة عليها ، وليس فيه أنه بلغ من جميع العلوم والمعارف إلى الحد المذكور.
وحديث : «رب زدني فيك تحيرا.» إنما يقتضي زيادة الحيرة ، وهي الحيرة المحمودة. وليست الحيرة المذكورة نفس اليقين ، ولا يلزم من تزايدها تزايده كما لا يخفى.
وأما حديث : «رب زدني فيك معرفة» ، فيمكن حمله (٢) على ما يوافق هذا ، وهي الحيرة المحمودة. وتسمى معرفة لنشوئها عنها (٣).
ومنها ما ذكره أيضا ـ طاب ثراه ـ وهو أن يحمل اليقين في : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» على التصديق بوجوده تعالى وصفاته الجمالية والجلالية ، والمعرفة في قوله صلىاللهعليهوآله : «ربّ زدني فيك معرفة» على معارف اخرى تتعلّق به سبحانه وراء ذلك التصديق (٤).
أقول : لا يخفى ما في جميع هذه المعاني المذكورة من التكليف الظاهر والتمحّل الغير الخفي على الماهر ، بل عدم الاستقامة والمطابقة.
أمّا الأوّل ـ وهو المنقول عن شيخنا البهائي ـ عطر الله مرقده ـ ففيه أن هذا المعنى مع كونه خلاف ظاهر اللفظ وتخصيصا له من غير دليل ممّا لا اختصاص له بأمير المؤمنين عليهالسلام ، لما رواه ثقة الإسلام في (الكافي) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث الشاب الذي رآه رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد (٥) ، وهو يخفق ويهوي برأسه
__________________
(١) أجوبة الشيخ سليمان الماحوزي : ٤٧٩.
(٢) في «ح» : حمل المعرفة فيه ، بدل : حمله.
(٣) أجوبة الشيخ سليمان الماحوزي : ٤٧٩ ـ ٤٨٠.
(٤) أجوبة الشيخ سليمان الماحوزي : ٤٨٠.
(٥) ليست في «ح» ، وفي «ق» قبلها : من قوله.