رفع الحديث إلى الصادق عليهالسلام قال : «يقول ولد الزنا : يا رب فما ذنبي ؛ فما كان لي في أمري صنع؟». قال : «فيناديه مناد ؛ فيقول : أنت شرّ الثلاثة ؛ أذنب والداك فتبت عليهما ، وأنت رجس ولن يدخل الجنة إلّا طاهر» (١).
أقول : انظر إلى صراحة هذا الخبر في أن منعه وطرده عن الجنّة إنّما هو من حيث كونه ابن زنا ، حيث إنه احتج بأنّه (لا ذنب لي (٢) يوجب بعدي وطردي من الجنّة) ، فلو كان كافرا لم يحتج بهذا الكلام ، ولو احتجّ لأتاه الجواب : بأن طردك من الجنّة لأجل كفرك. وهذا بحمد الله ظاهر.
ومثله ما رواه في (الكافي) (٣) وغيره (٤) بسنده عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لو كان أحد من ولد الزنا نجا ، لنجا سائح بني إسرائيل». فقيل له : وما سائح بني إسرائيل؟ قال : «كان عابدا فقيل له : إن ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله منه عملا». قال : «فخرج يسيح بين الجبال ويقول : ما ذنبي».
وروى البرقي في كتاب (المحاسن) بسنده عن سدير قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «من طهرت ولادته دخل الجنّة» (٥).
وروى فيه أيضا بسنده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «خلق الله الجنّة طاهرة مطهّرة لا يدخلها إلّا من طابت ولادته» (٦).
وهذه الأخبار كما ترى صريحة في أن منع ابن الزنا من دخول الجنّة إنما هو
__________________
(١) علل الشرائع ٢ : ٢٨٦ / ب ٣٦٣ ، ح ٢.
(٢) سقط في «ح».
(٣) لم نعثر عليه في الكافي.
(٤) المحاسن ١ : ١٩٥ ـ ١٩٦ / ٣٣٨ ، عقاب الأعمال (في ذيل ثواب الأعمال) : ٣١٣ / ١٠ ، بحار الأنوار ٥ : ٢٨٥ ـ ٢٨٦ / ٧ ، وسائل الشيعة ٢٠ : ٤٤٣ ، أبواب ما يحرم بالمصاهرة ، ب ١٤ ، ح ٩.
(٥) المحاسن ١ : ٢٣٣ / ٤٢٣.
(٦) المحاسن ١ : ٢٣٣ / ٤٢٤.