وما رواه في (ثواب الأعمال) في الموثق عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «لا خير في ولد الزنا ولا في بشره ولا في شعره ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شيء منه» (١) يعني ولد الزنا.
وروى الشيخان بسنديهما عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «لا يطيب ولد الزنا ولا يطيب ثمنه» (٢) الحديث.
وبالجملة ، فإن المفهوم من هذه الأخبار التي ذكرناها أن ابن الزنا له حالة ثالثة غير حالتي الإيمان والكفر ؛ لأن ما تقدّم من الأخبار الدالة على أحكامه في الدنيا من (٣) النجاسة وعدم العدالة وحكم ديته ، وكذا الأخبار الدالّة على عدم جواز دخول الجنة لا تجامع الإيمان بوجه ، وأسباب الكفر الموجبة للحكم بكونه كافرا غير موجودة فيه ؛ لأن الفرض أنه متديّن بظاهر الإيمان كما عرفت من الأخبار المذكورة.
وكيف كان فالحقّ عندي في هذه المسألة ما أفاده (٤) خاتمة المحدّثين غوّاص (بحار الأنوار) ، ومستخرج ما فيه من لآلئ الآثار ـ قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه ـ حيث قال ـ بعد نقله جملة من الأخبار الدالّة على عدم دخوله الجنّة ـ ما صورته : (أقول : يمكن الجمع بين الأخبار على وجه آخر يوافق قانون العدل بأن يقال : لا يدخل ولد الزنا الجنّة ، لكن لا يعاقب في النار إلّا بعد أن يظهر منه ما يستحقه ، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبطه يثاب في النار على ذلك ، ولا يلزم على الله أن يثيب الخلق في الجنّة. يدل عليه خبر عبد الله بن عجلان ؛ ولا
__________________
(١) عقاب الأعمال (في ذيل ثواب الأعمال) : ٣١٣ / ٩.
(٢) الكافي ٥ : ٢٢٥ / ٦ ، باب بيع اللقيط وولد الزنا ، تهذيب الأحكام ٧ : ٧٨ / ٣٣٣.
(٣) الدنيا من ، من «ح» ، وقد وردت في «ق» بعد قوله : لا تجامع.
(٤) في «ح» بعدها : شيخنا.