السابع : الحسد
والكلام فيه لا يخلو من الإشكال ؛ وذلك لأن هذا الخبر دلّ على رفع المؤاخذة به. ويعضده أيضا جملة من الأخبار منها ما رواه ثقة الإسلام في (الكافي) (١) وغيره في غيره أيضا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه : التفكر في الوسوسة في الخلق ، والطيرة ، والحسد إلّا إن المؤمن لا يستعمل حسده» وفي بعض الأخبار التي لا يحضرني الآن موضعها : «إلّا إن المؤمن لا يظهر حسده» (٢). مع أنه قد استفاضت الأخبار بأن الحسد من الصفات المهلكة (٣). وقد فسّره غير واحد من المحقّقين بأنّه عبارة عن أن يتمنّى الحاسد زوال نعمة المحسود ؛ لكراهته ؛ لاتّصافه بتلك النعمة ، فيتمنّى زوالها لنفسه أو مطلقا (٤).
ومن الأخبار الدالة على ذمّه ما رواه في (الكافي) في الصحيح عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب» (٥).
ومثله روى فيه أيضا عن جراح المدائني عن أبي عبد الله عليهالسلام (٦).
وروى فيه أيضا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عزوجل لموسى بن عمران : يا بن عمران ، لا تحسد الناس على ما آتيهم من فضلي ، ولا تمدّن عينيك إلى ذلك ، ولا تتبعه نفسك ؛ فإنّ الحاسد ساخط لنعمتي ، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي ، ومن يكن كذلك فلست منه وليس منّي» (٧).
__________________
(١) الكافي ٨ : ٩٣ ـ ٩٤ / ٨٦ ، وسائل الشيعة ١٥ : ٣٦٦ ، أبواب جهاد النفس ، ب ٥٥ ، ح ٨.
(٢) بحار الأنوار ٥ : ٣٠٤ / ١٤.
(٣) الكافي ٢ : ٣٠٦ ـ ٣٠٧ / باب الحسد ، بحار الأنوار ٧٠ : ٢٣٧ ـ ٢٦٢.
(٤) التبيان ١٠ : ٤٣٤ ، مجمع البيان ١٠ : ٧٢٩ ، الحقائق في محاسن الأخلاق : ٨١.
(٥) الكافي ٢ : ٣٠٦ / ١ ، باب الحسد.
(٦) الكافي ٢ : ٣٠٦ / ٢ ، باب الحسد.
(٧) الكافي ٢ : ٣٠٧ / ٦ ، باب الحسد.