الكتاب ، وهذا الفرد ممّا يرجع إلى عدم المؤاخذة.
الخامس : ما لا يطاق
ويدلّ عليه أيضا قوله سبحانه (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) (١) ، وقوله سبحانه (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَها) (٢). والوسع دون الطاقة ، وفي (التوحيد) عن الصادق عليهالسلام : «ما أمر العباد إلّا بدون سعتهم ، وكل شيء أمر الناس بأخذه فهم متّسعون له ، وما لا يتّسعون له فهو موضوع عنهم ، ولكن الناس لا خير فيهم» (٣).
ومثله في حديث آخر أيضا في (الكافي) (٤).
وروى الصدوق في كتاب (الاعتقادات) عن الصادق عليهالسلام مرسلا قال : «والله ما كلّف العباد إلّا دون ما يطيقون ؛ لأنه كلّفهم في كل يوم وليلة خمس صلوات ، وكلّفهم في السنة صيام ثلاثين يوما ، وكلّفهم في كل مائتي درهم خمسة دراهم ، وكلّفهم حجّة واحدة ، وهم يطيقون أكثر من ذلك» (٥).
وهذا ممّا يرجع إلى عدم التكليف.
السادس : ما اضطرّ إليه
ويدلّ عليه أيضا قوله سبحانه (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (٦) وهو أعمّ من أن يكون سبب الاضطرار من الله عزوجل كأكل الميتة والتداوي بالمحرّم والإفطار بالمرض (٧) في شهر رمضان ، أو من جهة التكليف أو غيره كمن جرح نفسه أو غيره حتّى اضطرّ إلى الإفطار في شهر رمضان ونحو ذلك.
__________________
(١) البقرة : ٢٨٦.
(٢) البقرة : ٢٨٦.
(٣) التوحيد : ٣٤٧ / ٦.
(٤) الكافي ١ : ١٦٤ ـ ١٦٥ / ٤ ، باب حجج الله على خلقه.
(٥) اعتقادات الإماميّة (مطبوع ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٥ : ٢٨.
(٦) الحجّ : ٧٨.
(٧) من «ح».