قال صلىاللهعليهوآله : (وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا). قال الله عزوجل : قد فعلت ذلك بتائبي امتك. قال صلىاللهعليهوآله : (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ). قال الله جل اسمه : إن أمّتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، وهم القادرون وهم القاهرون ، يستخدمون ولا يستخدمون ؛ لكرامتك علي ، وحقّ علي أن اظهر دينك على الأديان ، حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلّا دينك ، أو يؤدّون إلى أهل دينك الجزية» (١).
أقول : وإنما نقلنا الخبر المذكور بطوله لما فيه من الفوائد التي يرجع إليها في جملة من الموارد.
الرابع : ما لا يعلم
ويجعل جهله جهلا (٢) ساذجا على وجه يكون عادما للتصوّر بالكليّة ، فإن الجاهل بهذا المعنى ممّا لا ريب في معذوريّته وإن أباه كثير من أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ لعدم قولهم بمعذوريّة الجاهل إلّا في موارد نادرة (٣) ، وهو ضعيف ، لقيام الدليل العقلي على عدم جواز توجّه الخطاب لمن كان كذلك ، فإن تكليف الجاهل بهذا المعنى من قبيل التكليف بما لا يطاق.
وأمّا المتصور له بوجه ـ وإنما يجهل التصديق ـ فهذا ممّا دلّت الأدلّة الشرعيّة على أنه يجب عليه الفحص والسؤال وتحصيل العلم بالحكم ، ومع تعذّر (٤) ذلك فالوقوف على جادة الاحتياط. وعلى هذا الفرد تحمل الأخبار الدالّة على وجوب طلب العلم والتفقه في الدين.
وتفصيل الكلام في هذه المسألة قد مرّ مستوفى (٥) في الدرّة الثانية (٦) من درر
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ٥٢١ ـ ٥٢٧ / ١٢٧.
(٢) في «ح» ويجب حمله على ما يجهل ، بدل : ويجهل جهله جهلا.
(٣) الكافي ١ : ١٦٤ ـ ١٦٥ / ٤ ، باب حجج الله على خلقه.
(٤) من «ح».
(٥) ليست في «ح».
(٦) انظر الدرر ١ : ٧٧ ـ ١١٩.