وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه» (١).
وفي (الكافي) عن الباقر عليهالسلام أن الراسخين في العلم «من لا يختلف في (٢) علمه» (٣).
وفي كتاب (الاحتجاج) عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث قال : «ثمّ إن الله عزوجل بسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كلامه قسم كلامه ثلاثة أقسام ؛ فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل ؛ وقسما لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف حسّه وصحّ تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام ؛ وقسما لا يعرفه إلّا الله وأنبياؤه (٤) والراسخون في العلم.
وإنما فعل ذلك لئلّا يدّعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلىاللهعليهوآله من علم الكتاب ما لم يجعله لهم ، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار بمن ولّاه أمرهم ، فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء على الله عزوجل ، واغترارا (٥) بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند الله جلّ اسمه ورسوله صلىاللهعليهوآله» (٦).
قال بعض فضلائنا في شرح له على كتاب (نهج البلاغة) ـ بعد ذكر بعض هذه الأخبار في وجه الجمع بينها وبين كلامه عليهالسلام في الخطبة المشار إليها ـ ما صورته : (ويمكن الجمع بأن يحمل حكاية قول الراسخين على اعترافهم وتسليمهم قبل أن يعلّمهم الله تأويل ما تشابه من (القرآن) ، وكأنّه سبحانه بيّن أنهم لمّا آمنوا بجملة ما أنزل من المحكمات والمتشابهات ولم يتّبعوا ما تشابه منه كالذين في قلوبهم زيغ بالتعلق (٧) بالظاهر أو تأويل باطل ، فآتاهم الله علم
__________________
(١) الكافي ١ : ٢١٣ / ٢ ، باب أن الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهمالسلام.
(٢) من «ح» والمصدر.
(٣) الكافي ١ : ٢٤٥ / ٢ ، باب في شأن (إِنّا أَنْزَلْناهُ ..)
(٤) من «ح» ، وفي المصدر : وامناؤه.
(٥) في «ح» : واعتراضا.
(٦) الاحتجاج ١ : ٥٩٦ / ١٣٧.
(٧) من «ح» ، وفي «ق» : بالتأول.