لفظ (اللهُ). فالظاهر أنه ناشئ عن الغفلة عن الاطّلاع على تلك الأخبار الواردة في تفسيرها كما عرفت.
إذا عرفت ذلك فاعلم أن الشارح ابن أبي الحديد في شرحه على (النهج) قد تكلّم في هذا المكان بما هو أشبه شيء بالهذيان ، وقد أشبعنا الكلام عليه في كتابنا (سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد). ولا بأس بنقل ذلك في المقام لما فيه من التنبيه على ضلال مثله وإن كان من العلماء الأعلام ، وتعصبهم على الباطل الظاهر لجملة الأنام ، فنقول : قال : (ونحن نبدأ قبل (١) أن نحقّقه ونتكلّم فيه بتفسير قوله تعالى (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، فنقول : إن من الناس من وقف على قوله (إِلَّا اللهُ) ، ومنهم من لم يقف على ذلك. وهذا القول أقوى من الأوّل ؛ لأنه إذا كان لا يعلم تأويله إلّا الله لم يكن في إنزاله ومخاطبة المكلّفين به فائدة ، بل يكون كخطاب البهائم ، ومعلوم أن ذلك عبث.
فإن قلت : فما الذي يكون موضع (يَقُولُونَ) من الإعراب؟
قلت : يمكن أن يكون (٢) نصبا على أنه حال من (الرّاسِخُونَ) ، ويمكن أن يكون كلاما مستأنفا ، أي هؤلاء القائلون بالتأويل يقولون (آمَنّا بِهِ).
وقد روي عن ابن عباس أنه تأوّل آية فقال له قائل من الصحابة (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) ، فقال ابن عبّاس (الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، وإنّا من جملة الراسخين في العلم (٣)).
إلى أن قال الشارح : (فقال عليهالسلام للسائل بعد غضبه واستحالة لونه وظهور أثر الإنكار عليه : «ما دلّك القرآن عليه من صفته» فخذ به ، فإن لم تجده في (الكتاب) فاطلبه من السنة ومن مذاهب أيمة الحقّ ، فإن لم تجد ذلك فاعلم أن الشيطان
__________________
(١) سقط في «ح».
(٢) في «ح» بعدها : كلاما.
(٣) في العلم ، سقط في «ح».