يخفى ما (١) فيه من البعد الظاهر ، ولزوم التعمية والتعقيد والمنافاة ، لرواية سدير (٢).
وقال بعض الفضلاء في جملة كلامه على كلام الشيخ حسن ـ بعد ما ذكرنا أنه يستلزم التعقيد الشديد ـ : (ثم إن نسبة التوهّم إلى الراوي في فهم ذلك من كلام الإمام عليهالسلام أو تفسير ذلك على مقتضى اعتقاده أولى من نسبة الكلام المعقد إلى الإمام عليهالسلام. على أن تزييف مقالة بتزييف دليلها الذي لم يذكره صاحب القول لا يليق بمن له مهارة في علم الجدل ، فكيف بالإمام عليهالسلام؟
فلعل ما استند إليه الحسن ورد بلفظ (صيارفة الدراهم) ، أو بغير لفظ (الصيارفة) ، إلّا أن يقال : إن الإمام عليهالسلام علم ذلك بعلم مختصّ بهم عليهمالسلام. ثم لا حاجة في هذا التوجيه إلى جعل الفعلين مجهولين ، فليكونا للنبي صلىاللهعليهوآله ، ولعلّ انتقال الذهن في مثل ذلك إليه صلىاللهعليهوآله أقرب) انتهى ، وهو في محله.
وقال الشيخ علي سبط المحقّق المذكور في كتاب (الدرّ المنظوم والمنثور) ـ بعد نقل كلام جدّه الشيخ حسن المتقدّم ـ ما صورته : (أقول : قد خطر لي وجه آخر وهو أن يكون المراد : أن الصرف الممنوع منه إنما هو باعتبار الزيادة والنقصان ، فإذا أخذ سواء وأعطى سواء فلا منع. وليس ذلك لمجرّد التسمية ـ
__________________
(١) سقط في «ح».
(٢) أقول : قد وجدت في بعض الحواشي على (الفقيه) نسبة هذا الكلام للمحقق الداماد ، وهو كلام طويل ، إلّا إن هذا ملخّصه : وصدر الكتاب الموجود ثمة هكذا : قلت : قوله : (يعني صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم) من كلام الصدوق أبي جعفر بن بابويه رضياللهعنه ، لا تتمّة الحديث ، والفاعل فيه هو الإمام عليهالسلام. ومعنى الكلام (١) ، أن مولانا أبا جعفر عليهالسلام إنما عنى بقوله البليغ : «أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة؟» : صيارفة الكلام لا صيارفة الدراهم ، فكأنه عليهالسلام قال لسدير : ما لك؟ إلى آخر ما في الكتاب إلى قوله : رافضة للباطل ، ولم ينقل ما ذكرناه بعد الكلام المذكور. منه رحمهالله ، (هامش «ح»).
__________________
(١) في الأصل بعدها : ومعناه الأصل.