ونقل بعض مشايخنا المعاصرين عن بعض الأفاضل بل أكثر الناظرين في الكتاب أن هذه الزيادة من كلام سدير الراوي للخبر وإن (١) رواه تارة بدونها.
والظاهر بعده كما سيظهر لك إن شاء الله تعالى.
ونقل شيخنا المشار إليه أيضا أنه كتب بعض الفضلاء على قوله : «يعني صيارفة الكلام» ـ إلى آخره ـ ما نصّه : (هذه الزيادة لم توجد في (الكافي) ولا في (التهذيب) فهي من كلام الصدوق رحمهالله وقع تفسيرا لقوله : «إنّ أهل الكهف كانوا صيارفة» ، وإنما عدل عن الظاهر استبعادا لكون أهل الكهف كذلك مع ما اشتهر من كونهم من أبناء الملوك.
لكن لا يخفى على المنصف أنه يقتضي تهافت الكلام وانحلال النظام وكون قوله عليهالسلام : «أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة» غير واقع موقعه ؛ لظهور عدم صلوحيته لتعليل ذمّ صيرفي الدراهم ، والتزام مثل هذه الشناعة وارتكاب هذا المحذور بمجرّد الاستبعاد المذكور (٢) ممّا لا يستحسنه المصنف) انتهى.
أقول : عذر الفاضل في اعتراضه واضح حيث لم يطّلع على مستند الصدوق فيما ذكره من التفسير إلّا إن نسبته له إلى أن الحامل له على هذا التفسير ما ذكره من الاستبعاد رجم بالغيب ورمي في الظلام ، ومن أين علم ذلك حتّى يبني عليه التشنيع في هذا (٣) المقام؟ واعتراضه بعدم صلوحيّة التعليل كما ذكره إنما يتوجّه على الأخبار التي هي مستند الصدوق فيما ذكره لا على الصدوق ، ولكنّه حيث لم يقف على تلك الأخبار (٤) وقع فيما وقع فيه من هذا الكلام الخارج عن جادة الاعتبار ، وكان الأولى الاعتراف بعدم العلم بمراد الصدوق من هذا الكلام ، كما سلف في كلام المحدّث الكاشاني قدسسره.
__________________
(١) من «ح» ، وفي «ق» : فان.
(٢) من «ح».
(٣) في «ح» : هذا التشنيع في.
(٤) في «ق» بعدها : التي ، وما أثبتناه وفق «ح».