يقع في الخلد تحقيقا ، فتمّت الأربعة من نفس المقارنات ، واضيف إليها سائر المتعلّقات) (١). إلى آخر كلامه ، زيد في مقامه.
وفي ثبوت جميع ما ذكره قدسسره ، أو استفادته من النصوص إشكال ، كما لا يخفى على من راجع الرسالتين.
ومنها أن المراد : الفرائض والآداب والسنن فعلا وتركا ، كما ذكر ، إلّا إن التعبير بهذا العدد إنّما خرج من باب الكناية عن الكثير ، فإن التعبير عن الشيء الكثير بالألف شائع ، فكما أن الصلاة فرائض ونوافل ، ولها محرّمات ومكروهات ، وهي حدودها وأبوابها ، فلها أربعة آلاف حدّ باعتبار كثرة كلّ من هذه الأربعة المذكورة. ذكر ذلك المحدّث الكاشاني في كتابه (الوافي) (٢) ، وهو محتمل غير بعيد.
ومنها أن المراد بالحدود والأبواب : المسائل المتعلّقة بالصلاة ، قيل : وهي تبلغ أربعة آلاف بلا تكلّف. نقله شيخنا المجلسي (٣) عن والده قدسسرهما.
أقول : هذا الوجه راجع في الحقيقة إلى الوجه الأوّل المنقول عن شيخنا الشهيد رحمهالله.
ومنها أن المراد : أسباب الربط إلى جناب قدسه تعالى ، فإنه لا يخفى على العارف أنه من حين توجهه إليه تعالى وشروعه في مقدّمات الصلاة إلى أن يفرغ منها يفتح له من أبواب المعارف ما لا يحصيه إلّا الله سبحانه. وهذا الوجه أيضا نقله شيخنا المتقدّم ذكره (٤) عن والده ، ولا يخفى بعده ، بل الحديث الآتي يردّه.
ومنها أن المراد بالحدود : المسائل ، وبالأبواب : أبواب الفيض والفضل ؛ فإن
__________________
(١) الفوائد الملية لشرح الرسالة النفلية : ٦ ـ ٧ (المتن).
(٢) الوافي ٨ : ٨٢٧ ـ ٨٢٨.
(٣) بحار الأنوار ٧٩ : ٣٠٣.
(٤) بحار الأنوار ٧٩ : ٣٠٣.