الخامس عندهم ، كما نبّه عليه الشيخ كمال الدين بن طلحة الشامي في كتابه ، حيث قال ـ بعد ذكر موت الحسن عليهالسلام ـ ما صورته : (وكان بانقضاء الشهور التي ولي فيها عليهالسلام [الخلافة] انقضاء خلافة النبوة ؛ فإن بها كان استكمال ثلاثين سنة ، وهي التي ذكرها رسول الله صلىاللهعليهوآله فيما نقل عنه : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثمّ تصير ملكا عضوضا» ، وهو كما قال عليهالسلام) (١).
ومن هذا الخبر حينئذ يعلم أن ملك معاوية ومن بعده ليس من الخلافة في شيء ، وإنّما هو من الملك العضوض.
وثانيا : أن عدّ ابن الزبير من صلحاء الخلفاء ـ مع أنه رأس الفتنة في حرب الجمل وإراقة دماء المسلمين ، ومن جملة المجاهرين في أيام خلافته بعداوة أهل البيت عليهمالسلام ، حتّى نقل عنه كما ذكره ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (٢) ، وغيره (٣) أنه كان في وقت خلافته يترك الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله في خطبته ، حتى قيل له في ذلك ، فقال : إنّ له اهيل سوء إذا ذكر شمخوا بانوفهم ـ تعصّب صرف وعناد محض.
ويؤيد ما ذكرناه أيضا ما صرّح به ابن عبد البرّ في كتاب (الاستيعاب) بعد ذكره قال : (كان فيه خلال لا يصلح معها للخلافة ؛ لأنه كان بخيلا ، ضيّق العطن (٤) ، سيّئ الخلق ، حسودا ، كثير الخلاف ، أخرج محمد بن الحنفيّة ونفى عبد الله بن العباس إلى الطائف. وقال علي بن أبي طالب رضياللهعنه : «ما زال الزبير منّا أهل البيت حتى نشأ عبد الله.») (٥) ، انتهى كلام ابن عبد البرّ.
وقال عز الدين بن أبي الحديد في (شرح النهج) في صدر شرحه في ذكر
__________________
(١) مطالب السؤول ٢ : ٤٥.
(٢) شرح نهج البلاغة ٤ : ٦٢.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٩٣.
(٤) في المصدر : العطاء.
(٥) الاستيعاب ٣ : ٤٠ / ١٥٥٣.