حاجة بالكوفة قال : «ما رأيت بها؟» قلت : رأيت زيدا يدعو إلى نفسه قال : «يا سماعة ، ايتني بتلك الصحيفة» فجاءه بها فدفعها إليه ، وقال : «هذه ممّا أخرج إلينا أهل البيت ، بشّر به كابر عن كابر من لدن رسول الله صلىاللهعليهوآله». فقرأتها فإذا هي فيها سطران : «لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله» ، والسطر الثاني (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (١) علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والخلف منهم الحجة لله ، أتدري يا داود أين كان؟ ومتى كان مكتوبا؟» قلت : الله ورسوله أعلم وأنتم. فقال : «قبل خلق آدم ، فأين يتاه بزيد ويذهب به» (٢) الحديث.
هذا ما يدلّ من الأخبار على ما قدّمنا من ذكر أسمائهم عليهمالسلام تفصيلا.
وأما ما يدلّ على ذلك إجمالا فأخبار كثيرة لا يأتي عليها قلم الإحصاء في المقام ، إلا إنّا نذكر ما تيّسر ؛ إقامة للحجة وإظهارا للمحجة ، فمنها ما ذكره الخطيب الخوارزمي في كتاب (المناقب) على أثر الحديثين المتقدّمين ، وعلّق إسناده على ما في سند الأوّل منهما ، قال : وبالإسناد السابق عن ابن شاذان قال : حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمد (٣) العلوي الطبري عن أحمد بن أبي عبد الله (٤) ، حدّثني جدّي أحمد بن محمد عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن عمر (٥) بن اذينة قال : حدّثنا أبان بن عيّاش (٦) عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان المحمدي قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله وإذا الحسين على فخذه وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه ، وهو
__________________
(١) التوبة : ٣٦.
(٢) عنه في الصراط المستقيم ٢ : ١٥٧ ـ ١٥٨.
(٣) في المصدر : علي ، بدل : محمد.
(٤) في المصدر : عبد الله ، بدل : أبي عبد الله
(٥) في المصدر : عمرو.
(٦) في المصدر : أبي عياش ، بدل : عياش.