الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم (١).
ثمّ قبضه الله قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار بمحمد صلىاللهعليهوآله عن تعب هذه الدار ، موضوعا عنه أعباء الأوزار ، محفوفا بالملائكة الأبرار ، ورضوان الربّ الغفّار ، وجوار الملك الجبار ، فصلّى الله على أبي ـ نبيّه و (٢) أمينه بالوحي وخيرته من الخلق ورضيّه ـ ورحمهالله وبركاته».
ثمّ التفتت إلى أهل المجلس و (٣) قالت : «وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة كتاب الله ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم وبلغاؤه إلى الامم حولكم (٤) ، لله فيكم عهد قدّمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم : كتاب الله بيّنة بصائره ، وآي (٥) منكشفة سرائره ، متجلّية ظواهره ، قائد إلى الرضوان أتباعه ، ومؤدّ إلى النجاة استماعه ، فيه تبيان حجج الله المنيرة ، ومواعظه المكرّرة ومحارمه المحذورة ، وأحكامه الكافية ، وبيّناته الجالية ، وجمله الشافية ، وشرائعه المكتوبة ، ورخصه الموهوبة.
ففرض الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة تنزيها لكم من الكبر ، والزكاة تزييدا لكم في الرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييدا للدين ، والعدل تنسكا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزّا للإسلام ، والصبر معونة على استيجاب الأجر (٦) ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، والبر بالوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منسأة (٧) في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخسة ، واجتناب
__________________
(١) وقام في الناس .. المستقيم ، من «ح».
(٢) أبي نبيّه و، من «ح».
(٣) ثم التفتت إلى أهل المجلس و، من «ح».
(٤) في «ح» : وزعمتم حق لكم ، بدل : حولكم.
(٥) شطب عنها في «ح».
(٦) على استيجاب الأجر ، من «ح» ، وفي «ق» بدله : للاستيجاب.
(٧) النّسأة : التأخير. الصحاح ١ : ٧٦ ـ نسأ.