وحينئذ ، فمتى ثبت ذلك في حقهم عليهمالسلام ثبت في حقّ (١) غيرهم من أولاد الرسول صلىاللهعليهوآله ، المنتسبين إليه بالام بلا ريب ولا إشكال في المقام ، بل تثبت البنوّة لكلّ من انتسب بالامّ في سائر الأحكام كما لا يخفى على ذوي الألباب والأفهام.
الثالث : أن جملة الأخبار التي وقفت عليها بالنسبة إلى مستحقّي الخمس غير مرسلة حمّاد المتقدّمة إنما تضمنت التعبير عنهم بكونهم آل محمد صلىاللهعليهوآله أو ذريّته أو عترته أو ذوي قرابته أو أهل بيته ، ونحو ذلك من الألفاظ التي لا تناكر في دخول المنتسب بالأم إليه صلىاللهعليهوآله فيها. فإن معنى الآل على ما رواه الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب (معاني الأخبار) عن الصادق عليهالسلام : «من حرّم على محمد صلىاللهعليهوآله نكاحه» (٢).
وفي رواية اخرى فسّره بالذرية (٣).
ولا ريب أيضا في صدق الذرية على من انتسب بالامّ ؛ للآية الدالة على كون عيسى من ذرية نوح ، صلوات الله عليهما. ولما في رواية الطبرسي المتقدم نقلها في حديث الرشيد مع الكاظم عليهالسلام حيث قال له الرشيد أيضا بعد الكلام المتقدم آنفا : كيف قلتم : إنا ذرية النبي صلىاللهعليهوآله ، والنبي صلىاللهعليهوآله لم يعقب وإنما [العقب] (٤) للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد الابنة ، ولا يكون لها عقب؟
ثم ساق الخبر إلى أن قال : «فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى) (٥) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟». فقال : ليس لعيسى أب. فقلت : «إنما ألحقناه بذراري الأنبياء عليهمالسلام من
__________________
(١) سقط في «ح» ، وفي «ق» : حقهم.
(٢) معاني الأخبار : ٩٣ ـ ٩٤ / ١.
(٣) معاني الأخبار : ٩٤ / ٣.
(٤) من المصدر ، وفي النسختين : الصلب.
(٥) الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥.