ثم إن عملية الكشف عن مجهول بواسطة معلوم آخر تتم عبر طرق ثلاثة من الاستدلال :
١ ـ القياس :
وهو قولٌ مؤلفٌ من قضايا متى سُلِّمت لزم عنه لذاته قولٌ آخر ، كما لو نقلت حكم الموت الثابت للإنسان إلى سقراط الذي هو فرد من أفراد الإنسان. فتقول :
سقراط إنسان.
وكل إنسان فان.
فسقراط فان.
ومثل هذه الحركة الفكرية يطلق عليها فى المنطق اسم «القياس» وهو مفيد لليقين في ظل شروط معينة وهي فيما إذا كانت مقدمات القياس يقينية ، وقد تم تنظيم القياس بشكل صحيح. وقد خصص المنطقيون جانباً مهمّاً من المنطق الكلاسيكي لبيان شروط مادة وصورة القياس اليقيني وهو (البرهان). (١)
٢ ـ الاستقراء :
وهو الانتقال من حكم جزئيات إلى حكم كليّتها ، وهو على نحوين : استقراء تام واستقراء ناقص؛
أما الاستقراء التام : فهو من قبيل الحكم بالجد والمثابرة على كل من هو موجود
__________________
ومنظّم ومهندس من ورائه وهو الله الخالق المصوّر ، وهو ذات الأسلوب الذي اعتمده الأعرابي لإثبات وجود الله جلّ اسمه حيث قال : البعرة تدل على البعير وأثر الأقدام يدل على المسير؛ أفسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ، لا يدلان على اللطيف الخبير؟!
١. المنهج الجديد في تعليم الفلسفة؛ الأستاذ محمد تقي مصباح اليزدي ، دار التعارف للمطبوعات ـ ١٤١٨ ه ـ ١٩٩٨ م : ١ / ١٠٠.