والدنيا ، وسيبلغك أقصى ما تطلب من الكمال ، وسينصرك على أعدائك ، وستكون لك الغلبة عليهم آخرا ، فلا يهولنك كثرة عددهم وعددهم ، فإنى لا محالة جاعل كلمة الله هى العليا وكلمة أعدائه هى السفلى ، فاصبر لأمرى ، وامض لتبليغ رسالتى ، حتى يبلغ الكتاب أجله.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (٣٢) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤))
تفسير المفردات
جملة واحدة : أي دفعة واحدة ، لنثبت به فؤادك : أي لنقوى به قلبك ، ورتلناه :
أي أتينا ببعضه إثر بعض على تؤدة ومهل من قولهم ثغر مرتّل : أي متفلج الأسنان ، بمثل : أي بنوع من الكلام جار مجرى المثل فى تنميقه وتحسينه ، ورشاقة لفظه وصدق معناه ، تفسيرا : أي إيضاحا ، يحشرون على وجوههم إلى جهنم : أي يسحبون على وجوههم ويجرّون إليها.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر مطاعنهم فى الكتاب الكريم كقولهم إن هو إلا إفك مبين ، وقولهم هو أساطير الأولين ـ قفى على ذلك بذكر شبهة أخرى لهم وهى قولهم : لو كان القرآن من عند الله حقا لأنزله جملة واحدة كما أنزلت التوراة جملة على موسى والإنجيل جملة على عيسى والزبور على داود ، فرد الله عليهم مقالتهم ، وبين لهم فوائد إنزاله