ولنأتينكم بجنود لا طاقة لكم بدفعها ولا الانتصار عليها ، ولنخرجنكم من أرضكم أذلة مأمورين مستعبدين ، إن لم تأتونى مستسلمين منقادين.
(قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨) قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩) قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠))
تفسير المفردات
العرش : سرير الملك ، مسلمين أي خاضعين منقادين ، العفريت من البشر : الخبيث الماكر الذي يعفر أقرانه ، ومن الشياطين : المارد ، مقامك : أي مجلسك الذي تجلس فيه للحكم ، قوى : أي قادر على حمله لا أعجز عنه ، أمين : أي على ما فيه من لآلئ وجواهر وغيرها ، والكتاب : هو علم الوحى والشرائع ، والذي عنده علم هو سليمان عليه السلام كما اختاره الرازي وقال إنه أقرب الآراء ، يرتد : أي يرجع ، والطرف : تحريك الأجفان والمراد بذلك السرعة العظيمة ، مستقرا : أي ساكنا قارا على حاله التي كان عليها ، الفضل : التفضل والإحسان ، ليبلونى : أي ليعاملنى معاملة المختبر ، أم أكفر أي أقصر فى أداء واجب الشكر ، كفر أي لم يشكر.
المعنى الجملي
استبان مما سلف أن سليمان رفض قبول الهدايا وتهدد الرسول بأن قومه وملكتهم إن لم يأتوا إليه طائعين خاضعين فسيوجه إليهم جيشا جرارا ينكل بهم أشد التنكيل ،