الأصناف والأشكال والألوان ، وأنزل لكم من السماء مطرا جعله رزقا للعباد ، فأنبت به بساتين مونقة تسر الناظرين؟ ولو لاه ما نبت الشجر ، ولا ظهر الثمر.
ونحو الآية قوله : «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ» وقوله : «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ».
ثم زاد فى التوبيخ فنفى الألوهية عما يشركون بعد تبكيتهم على نفى الخيرية عنها فقال.
(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ؟) أي أإله غيره يقرّون به ، ويجعلونه شريكا له فى العبادة ، مع تفرده جل شأنه بالخلق والتكوين؟ ونحو الآية قوله : «وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ».
ثم انتقل من تبكيتهم إلى بيان سوء حالهم فقال :
(بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) أي بل هؤلاء المشركون قوم دأبهم العدول عن طريق الحق ، والانحراف عن جادّة الاستقامة فى جميع شئونهم ، ومن ثمّ يفعلون ما يفعلون من العدول عن الحق الواضح وهو التوحيد ، ويعكفون على الضلال المبين وهو الإشراك.
وفى معنى الآية قوله : «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ» وقوله : «أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» وقوله : «وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ».
ثم أعاد التوبيخ بوجه آخر فقال :
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) أي أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم مع أنه لا يضر ولا ينفع خير ، أم عبادة الذي جعل الأرض مستقرا للإنسان والدواب ، وجعل فى أوسطها أنهارا تنتفعون بها فى شربكم وسقى أنعامكم ومزارعكم ، وجعل فيها ثوابت الجبال حتى لا نميد بكم ،