به هنا المال المدّخر ، ومفاتحه : أي خزائنه واحدها مفتح (بفتح الميم) وتنوء : من ناء به الحمل ينوء : إذا أثقله حتى أماله. قال ذو الرمة :
تنوء بأخراها فلأيا قيامها |
|
وتمشى الهوينى عن قريب فتبهر |
والعصبة : الجماعة الكثيرة يتعصب بعضهم لبعض بلا تعيين عدد خاص ، والقوة :
الشدة ، لا تفرح : أي لا تبطر وتتمسك بالدنيا ولذاتها حتى تتلهى عن الآخرة ، قال بيهس العذرى :
ولست بمفراح إذا الدهر سرّنى |
|
ولا جازع من صرفه المتقلّب |
والدار الآخرة : أي ثواب الله بإنفاق المال فيما يوصل إلى مرضاته ، على علم عندى : أي على حسن تصرف فى المتاجر واكتساب الأموال.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه حديث أهل الضلالة وما يلقونه من الإهانة والاحتقار يوم القيامة ، ومناداتهم على رءوس الأشهاد بما يفضحهم ويبين لهم سوء مغبتهم. أعقبه بقصص قارون ، ليبين عاقبة أهل البغي والجبروت فى الدنيا والآخرة ، فقد أهلك قارون بالخسف ، وزلزلت به الأرض ، وهوت من تحته ، ثم أصبح مثلا يضرب للناس فى ظلمه وعتوّه ، ويستبين لهم به سوء عاقبة البغاة ، وما يكون لهم من النكال والوبال فى الدنيا والآخرة. فيندمون على ما فعلوا :
ندم البغاة ولات ساعة مندم |
|
والبغي مرتع مبتغيه وخيم |
الإيضاح
(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) أي إنه كان من بنى إسرائيل ، لأنه ابن عم