الذي يحسبه الجاهل غنيا فيحرم الصدقة من أكثر الناس ، آيات : أي دلائل على قدرته تعالى من وجود المعادن والنبات والحيوان ، والدحو فى بعض المواضع والارتفاع فى بعضها الآخر عن الماء ، واختلاف أجزائها فى الكيفيات والخواص. للموقنين : أي للموحدين الذين سلكوا الطريق الموصل إلى معرفة الله ، فهم نظارون بعيون باصرة ، وأفهام نافذة ، وما توعدون : أي والذي توعدونه من خير أو شر.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر حال المغترين الذين أنكروا يوم الدين ، وكذبوا بالبعث والنشور ، وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلّم وعبدوا مع الله غيره من وثن أو صنم ـ أردف ذلك ذكر حال المتقين وما يتمتعون به من النعيم المقيم فى جنات تجرى من تحتها الأنهار ، جزاء إحسانهم فى أعمالهم ، وقيامهم بالليل للصلاة ، والاستغفار بالأسحار ، وإنفاقهم أموالهم للفقراء والمساكين ، ونظرهم فى دلائل التوحيد التي فى الآفاق والأنفس ، وتفكيرهم فى ملكوت السموات والأرض مصدقين قوله تعالى : «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ».
ثم أقسم برب السماء والأرض إن ما توعدون من البعث والجزاء حق لا شك فيه ، كما لا شك فى نطقكم حين تنطقون.
الإيضاح
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) أي إن الذين اتقوا الله وأطاعوه واجتنبوا معاصيه ، فى بساتين وجنات تجرى من تحتها الأنهار ، قريرة أعينهم بما آتاهم ربهم ، إذ فيه ما يرضيهم ويغنيهم ويفوق ما كانوا يؤملون.
ثم ذكر الثمن الذي دفعوه لنيل هذا الأجر العظيم فقال :
(إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) أي إنهم كانوا فى دار الدنيا يفعلون صالح