جعفر عبد الله ، مات أيضا في حبس المنصور. ولا عقب للمثلّث إلاّ من علي العابد.
ولعلي هذا ابنان : الحسن ، والحسين ، أمّهما زينب بنت عبد الله بن الحسن المثنّى.
أمّا الحسين ، فهو إمام من أئمّة آل محمّد خرج في أيّام الهادي داعيا إلى الله تعالى ، فقتل بفخّ بين مكّة والمدينة مع جماعة من أهل بيته ، وحمل رأسه إلى الهادي ، وما كان له عقب.
وأمّا الحسن ، فكان له من الأبناء ثلاثة : عبد الله ، ومحمّد ، وعلي. وعقبه من عبد الله ، وكان مكفوفا وكان شاعرا.
قال البخاري : أولاد المثلّث من كان منهم من ولد عبد الله المكفوف فهو الصحيح الصريح ، ومن انتسب إلى محمّد وعلي (١) لم يلتفت إليه (٢).
وأمّا عبد الله المكفوف : فله من الأبناء المعقّبين ثلاثة : الحسن ، ومحمّد ، وعلي.
أمّا الحسن ومحمّد ، فأمّهما مريم الصغرى بنت إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
أمّا الحسن ، فعقبه اثنان : محمّد أبو الزوائد ، وإنّما لقّب بذلك لأنّه كان يزيد في الكلام والشعر. وموسى وكان قد صار إلى بلد النوبة (٣) وأعقب بها ، وقيل : انقرض.
__________________
حبس المنصور وضعفت أجسامهم كانوا إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم ، فإذا أحسّوا بمن يجئ إليهم لبسوها ، ولم يكن على العابد يخرج رجله من القيد ، فقالوا له في ذلك ، فقال : لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله عزّ وجلّ فأقول : يا ربّ سل أبا جعفر فيما قيّدني؟
(١) في المصدر : محمّد بن علي.
(٢) سرّ السلسلة العلويّة ص ١٥.
(٣) النوبة من بلاد المغرب بالضمّ ثمّ السكون وباء موحّدة بلاد واسعة عريضة في