الإنسانية لها مقام فوق تجرّد ـ في سائر مصنفاتنا بحث تحقيق وتنقيب ، فراجع في ذلك شرح العين الرابعة والعشرين من كتابنا سرح العيون في شرح عيون مسائل النفس؛ وكتابنا الفارسى الموسوم بـ إنسان وقرآن (ص ١٩٦ ، ط ١) ؛ وكتابنا الفارسى الآخر أيضا الموسوم بـ مجموع مقالات (ص ٨٠ وص ١٤١) ؛ وكتابنا الفارسى الآخر أيضا المسمّى بـ گنجينه گوهر روان.
وقد شرحنا كلام الوصي الإمام أمير المؤمنين على عليه السّلام في هذا الموضوع الأهم والأمر المبرم حيث قال : «كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلّا وعاء العلم فإنّه يتسع به» (نهج البلاغة ، باب المختار من حكمه عليه السّلام ، الحكمة ٢٠٥) ، بالفارسية وجعلنا ذلك الشرح المنيف الكلمة ١١٠ من كتابنا (هزار ويك كلمه) أى ألف كلمة وكلمة ، وتلك الكلمة رسالة فريدة قيّمة في ذلك المقصد الأقصى والمرصد الأسنى.
وإن شئت فراجع أيضا في بيان أنّ النفس الناطقة لها ذلك المقام الأشمخ رسالتنا الفارسية الكريمة الأخرى الموسومة بـ مدارج ومعارج وهي كلمة ٢٥٤ من كتابنا المذكور هزار ويك كلمه؛ والدرس التاسع عشر من كتابنا اتحاد عاقل بمعقول ، والنكتتين ٤٢١ و ٦٥٨ من كتابنا الف نكتة ونكتة ، والدروس ١٠٠ و ١٠٢ و ١٠٣ من كتابنا دروس معرفت نفس فإنّ كل واحد منها يتضمّن لطائف إشارات إلى أنّ للنفس الناطقة رتبة فوق التجرّد العقلانى.
وكذا الباب الأوّل من رسالتنا الأخرى بالعربية الموسومة بـ الصحيفة الزبرجدية في كلمات سجّادية مجد جدّا في الاعتلاء إلى ذروة التحقيق والتدقيق حول موضوع هذا الباب ، واللّه سبحانه وليّ التوفيق.
ومن تلك الإشارات المشرقيّة تنتقل إلى أنّ وحدة النفس الناطقة ليست وحدة عدديّة بل وحدة حقّة جمعيّة ظلّية للوحدة الحقّة الحقيقة الإلهيّة ، واللّه سبحانه فتّاح القلوب ومنّاح الغيوب.
وممّا يرشدك إلى أنّ للنفس الناطقة رتبة فوق التجرّد العقلانى ائتلاف حديثين شريفين من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أحدهما : «ما من مخلوق إلّا وصورته تحت العرش» ،