ابن إدريس أيضا (١) ، وكذا غيره ، مع أنّك عرفت أنّ المعروف المشهور من اللغويين على خلاف ذلك في الجذع والثنيّ جميعا ، وصرّح بذلك في «الذخيرة» (٢).
ويمكن أن يكون ترجيح غيرهما ممّا ذكر ، ومن أصالة البراءة ، والأقربيّة إلى الإطلاقات المقتضية لكفاية المسمّاة ، أو جمعا بين كلام اللغويين بحمل الستّة أو السبعة على ابتداء كونه جذعا ، والسنة الكاملة على منتهاه ، والكلّ ليس بشيء.
والحاصل ؛ أنّ ما ذكر إشكال آخر عظيم أيضا ، لأنّ اللغويين أجمعوا على خلاف الأصحاب ، حتّى ابن الأعرابي أيضا ، حيث فرّق بين ابن الشابين وابن الهرمين.
ومرادي من الأصحاب ليس كلّهم ، ولا أكثرهم أيضا ، لما عرفت من حال الكليني ، والصدوق ، والشيخ في أكثر كتبه ، وغيرهم ممّن ليس في كلامه من الجذع أثر بلا شبهة ، بل ويظهر منهم عدم اعتباره أصلا ، وعرفت أنّ بعضا صرّح بعدم اعتباره أصلا ، وأنّ المعتبر هو سمّي الشاة ، وهذا هو المشهور بين متأخّري المتأخّرين ، مثل المقدّس الأردبيلي (٣) ، ومن بعده من الفقهاء (٤).
بل ربّما يظهر منهم اتّفاقهم عليه ، ومنهم من صرّح باعتبار الجذع (٥) ، لكن ليس في كلامه من التحديد بسبعة أو غيرها عين ولا أثر.
وعرفت أيضا أنّ كصحيحة اسحاق بن عمّار (٦) موافقة لقول اللغويين ،
__________________
(١) السرائر : ١ / ٤٤٨.
(٢) ذخيرة المعاد : ٤٣٦.
(٣) مجمع الفائدة والبرهان : ٤ / ٧٧.
(٤) مدارك الأحكام : ٥ / ٩٣ ، الحدائق الناضرة : ١٢ / ٦٦.
(٥) شرائع الإسلام : ١ / ١٤٧ ، إرشاد الأذهان : ١ / ٢٨١ ، غاية المراد : ١ / ٢٤١.
(٦) الكافي : ٣ / ٥٣٥ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ٩ / ١٢٣ الحديث ١١٦٦٦.