لهذه الأمة من ينظر لها ويختار لها ما اخترت لها غيرك ، يعني الأوزاعي. قال : وقلت أنا في نفسي لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها ويختار ، ما اخترت لها غيرك يعني أبا إسحاق الفزاري.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمد بن إسحاق ، نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال : سمعت عبيدا ـ يعني ابن جناد ـ قال : سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول : حدّث الأوزاعي بحديث فقال رجل : من حدّثك يا أبا عمرو؟ قال : حدثني به الصادق المصدوق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا عن أبي تمام ، علي بن محمد بن الحسن ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثني بعض أصحابنا قال : قال أبو صالح ـ يعني محبوب بن موسى الفراء ـ سألت ابن عيينة قلت : حديثا سمعت أبا إسحاق رواه عنك ، أحببت أن أسمعه منك ، فغضب عليّ وانتهرني ، وقال : لا يقنعك أن تسمعه من أبي إسحاق؟ والله ما رأيت أحدا أقدّمه على أبي إسحاق.
وقال أبو صالح : وسمعت علي بن بكّار يقول : لقيت الرجال الذين لقيهم أبو إسحاق : ابن عون وغيره ، والله ما رأيت فيهم أفقه منه (١).
قال أبو صالح : وسمعت الفزاري غير مرة يقول : إن من الناس من يحسن الثناء عليه وما يساوي عند الله جناح بعوضة (٢).
قال أبو صالح : قال عطاء الخفّاف : كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق فقال للكاتب : اكتب إليه وابدأ به ، فإنه والله خير مني (٣).
قال : وكنت عند الثوري فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق ، فقال للكاتب : اكتب وابدأ به فإنه والله خير مني.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٤٢ وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٤.
(٢) مختصر ابن منظور ٤ / ١١٤ وحلية الأولياء ٨ / ٢٥٥ وفيها «من يحب» بدل «من يحسن».
(٣) سير أعلام النبلاء ٨ / ٥٤٢ تذكرة الحفاظ ١ / ٢٧٣ ومختصر ابن منظور ٤ / ١١٤ وتهذيب التهذيب ١ / ٩٩.