عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ح.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلّم الفقيهان قالا : أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد السّامري ، نا العباس بن الفضل الرّبعي ، قال : كتب طاهر بن الحسين إلى إبراهيم بن المهدي في الأخذ بالحزم ، وإبراهيم في ناحية المخلوع ، وطاهر يحاربه (١) :
حفظك الله وعافاك الله ، أما بعد فإنه كان عزيزا عليّ أن أكتب إلى أحد من أهل بيت الخلافة بغير التأمير (٢) ، إلّا أني حدّثت عنك وتوهمت عليك أنّك مائل بالرأي والهوى إلى الناكث المخلوع ، فإن كان ما بلغني حقا فقليل ما كتبت به إليك وكتب في آخر الكتاب :
ركوبك الهول ما لم تلق (٣) فرصته |
|
جهل ورأيك بالإقحام تغرير |
أعظم بدنيا ينال (٤) المخطئون بها |
|
حظ المصيبين والمغرور مغرور |
ازرع (٥) صوابا وحبل الحزم موترة |
|
فلن يذمّ لأهل الحزم تدبير |
فإن ظفرت مصيبا أو هلكت به |
|
فأنت عند ذوي الألباب معذور |
وإن ظفرت على جهل وفزت به |
|
قالوا : جهول أعانته المقادير |
كذا رواها الخرائطي هاهنا ورواها في موضع آخر بإسناد آخر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلم الفقيهان ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السّلمي قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا العباس بن عبد الله التّرقفي ، نا إسحاق بن الفضل الهاشمي ، أو غيره ، قال : كتب طاهر بن الحسين إلى إبراهيم بن المهدي وهو يحاربه في ترك التقحّم والأخذ بالحزم وإبراهيم في طاعة محمد بن زبيدة.
__________________
(١) الخبر والكتاب في العقد الفريد ٤ / ٢٤١ ومختصر ابن منظور ٤ / ١٣١.
(٢) العقد الفريد : بغير كلام الإمرة وسلامها.
(٣) العقد الفريد : تلف.
(٤) في العقد الفريد : أهون بدنيا يصيب ...
(٥) صدره في العقد الفريد :
فازرع صوابا وخذ بالحزم حيطته