الصولي (١) ، نا أحمد بن يزيد المهلّبي ، قال : سمعت هبة الله بن إبراهيم بن المهدي يقول : كتب أبي إلى بعض من عتب عليه في شيء : لو عرفت (٢) الحسن لتجنبت القبيح ، ولو استحليت الحلم لاستمررت الخرق وأنا وأنت كما قال زهير (٣) :
وذي خطل في القول تحسب (٤) أنّه |
|
مصيب فما يلمم به فهو قائله (٥) |
عبأت له حلمي وأكرمت غيره |
|
وأعرضت عنه وهو باد مقاتله |
وإنّ من إحسان الله إلينا أنّا أمسكنا عما نعلم ، وقلت ما لا تعلم ، وتركنا الممكن ، وقلت المعجز (٦).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن الحسن بن سعيد ، قالا : نا وأبو النجم بدر بن عبد الله الشّيحي (٧) ، أنا أبو بكر الخطيب (٨) ، أنا علي بن أبي علي ، نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب ، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد ـ المعروف بابن السّقاء الواسطي بها ـ حدثني جحظة (٩) قال : قال لي خالد الكاتب : أضقت حتى عدمت القوت أياما ، فلما كان في بعض الأيام بين المغرب وعشاء الآخرة فإذا بابي يدق ، فقلت من هذا؟ فقال : من إذا خرجت إليه رأيته ، فخرجت فرأيت رجلا راكبا على حمار عليه طيلسان أسود ، وعلى رأسه قلنسوة طويلة ، ومعه خادم فقال لي أنت الذي تقول :
__________________
(١) أشعار أولاد الخلفاء ص ٣٦ للصولي.
(٢) في الصولي : فضل الحسن.
(٣) ديوانه شرح ثعلب ص ١٣٩.
(٤) الديوان : يحسب.
(٥) الخطل : كثرة الكلام وخطؤه ، فما يلمم به فهو قائله : أي ما حضره من شيء فهو قائله.
(٦) العبارة في الصولي : وإن من إحسان الله إلينا وإساءتك إلى نفسك ، أنّا صفحنا عما أمكننا ، وتناولت ما أعجزك ، فله الحمد كما هو أهله.
(٧) بالأصل «الشحمي» تحريف والصواب ما أثبت ، ترجمته في الأنساب ، وهذه النسبة إلى شيحة وهي قرية من قرى حلب.
(٨) تاريخ بغداد ٨ / ٢١٣ في ترجمة خالد بن يزيد.
(٩) بالأصل «جحطة» خطأ ، والصواب ما أثبت واسمه أحمد بن جعفر بن موسى ، أبو الحسن البرمكي البغدادي الشاعر ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٢١ (٨٤).