وقد قلت لمّا لم أجدلي حيلة |
|
من الموت ـ لما حلّ ـ أهلا ومرحبا |
قال : فبكى المأمون ثم أمر بالتخفيف عنه.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا ابن روح النهرواني ، أنا المعافى بن زكريا ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا ابن عجلان ، حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال : دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون فقلت :
هي المقادير تجري في أعنّتها |
|
فاصبر فليس لها صبر على حال |
يوما تريش خسيس الحال ترفعه |
|
إلى السّماء ويوما تخفض العالي |
فأطرق ثم قال :
عيب الأناة وإن سرّت عواقبها |
|
أن لا خلود وأن ليس الفتى حجرا |
فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضا ، ودعاه للمنادمة ، والتقيت معه في مجلس المأمون ، فقلت : ليهنك الرّضا ، فقال ليهنك مثله من متيّم ، وكانت جارية أهواها فحسن موقع ذلك عندي فقلت :
ومن لي بأن ترضى وقد صحّ عندها |
|
ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم؟ |
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي ، عن محمد بن فتوح الأزدي ، أنا منصور بن النعمان الصيمري (٢) ، أنا محمد بن عبيد الله ، عن أبي العباس عبد الله بن عبيد الله الصقري ، عن أبي بكر الصنوبري (٣) ، أنا علي بن سليمان الأخفش قال : قال محمد بن يزيد المبرّد : وقّع إبراهيم بن المهدي في رقعة كاتب له ـ ورآه قد تتبع الغريب والوحشي من الكلام ـ إيّاك والتتبّع لوحشيّ الكلام طمعا في نيل البلاغة ، فإن هذا العيّ الأكبر ، وعليك بما سهل من الكلام ، مع التّحفّظ لألفاظ السّفل.
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما ناولني إياه وقرأ عليّ إسناده وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمد بن يحيى
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٦.
(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى موضعين (انظر الأنساب ـ ومعجم البلدان).
(٣) هذه النسبة إلى الصنوبر ، قال في اللباب : وهو شجر معروف.