يخرجوا مع الجام فيبتاعوه ممن يدفع إليه ، فكأنّ الرشيد فهم ذلك مني ، فهتف بالخادم فقال : إذا دفعت الجام إلى السائل فقل له يقول لك أمير المؤمنين احذر أن تبيع الجام بأقل من مائتي دينار ، فإنه خير منها ، ففعل خادمه ما أمره به ، فو الله ما أمكن خادمي أن يخلّص الجام إلّا بمائتي دينار.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (١) ، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري ، أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشّلحي (٢) المعدّل ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني ، أخبرني محمد بن يحيى ، حدثني عون بن محمد الكندي قال : سمعت عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع يقول : ما اجتمع أخ وأخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي وأخته عليّة وكانت تقدّم عليه.
أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشّعيري ، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ حدثني محمد بن علي بن عبد الله الصّوري ، أنا عبد الرّحمن بن عمر التّجيبي بمصر ، أنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام العدوي ، نا أبو العباس عيسى بن عبد الرحيم ، حدثني علي بن محمد ـ هو ابن حيّون ـ حدثني محمد بن أحمد الكوفي ، حدثني الحسين بن عبد الرّحمن الحلبي عن أبيه ، قال (٣) : أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة (٤) سمّوا له من أهل البصرة ، فجمعوا وأبصرهم طفيليّ ، فقال : ما اجتمع هؤلاء إلّا لصنيع ، فانسلّ فدخل [في] وسطهم ، ومضى بهم الموكّلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعدّ لهم ، فدخلوا الزورق ، فقال الطّفيليّ : هي نزهة فدخل معهم الزورق ، فلم يك بأسرع بأن قيّد القوم وقيّد معهم الطفيليّ ، فقال الطفيلي : بلغ [أمر] تطفيلي إلى القيود ، ثم سيّر بهم إلى بغداد ، فدخلوا على المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم ، حتى وصل إلى الطّفيليّ ، وقد استوفوا عدة القوم ، فقال للموكّلين بهم : ما هذا؟ فقالوا : والله ما ندري غير أنّا وجدناه مع القوم فجئنا به ، فقال المأمون : ما قصّتك ويلك؟ فقال :
__________________
(١) ضبطت عن التبصير ٤ / ١٢٤٤.
(٢) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شلح وهي قرية من قرى عكبرا من نواحي بغداد.
(٣) مروج الذهب ٤ / ١٠ ـ ١١ نقلا عن ثمامة بن أشرس. والزيادة عن المسعودي.
(٤) زيد في المسعودي : ممن يذهب إلى قول ماني ، ويقول بالنور والظلمة.