إذا قنعت نفسي بكأس ومطعم |
|
فلا بلغت فيما تروم الأمانيا |
لحى الله من يرضى ببلغة يومه |
|
ولم يك ذا همّ إلى المجد ساعيا |
على المرء أن يسعى ويسمو بنفسه |
|
ويقضي إله الخلق ما كان قاضيا |
أخبرنا أبو الحسن الغسّاني ، نا وأبو منصور بن زريق الشّيباني ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا علي بن أيوب القمّي ، أنا محمد بن عمران المرزباني قال : فحدثني علي بن هارون حدثني عمي يحيى بن علي قال : قال أحمد بن أبي فنن ، أنا ابن قولي :
صبّ بحبّ متيّم صبّ |
|
حبّيه فوق نهاية الحبّ |
أشكو إليه صنيع جفونه |
|
فيقول : مت فأيسر (٢) الخطب |
وإذا نظرت إلى محاسنه |
|
أخرجته عطلا من الذّنب |
أدميت باللّحظات وجنته |
|
فاقتصّ ناظره من القلب |
قال علي بن هارون : وهذا البيت الأخير من هذه الأبيات هو عينها وأخذه ابن أبي فنن مما أنشد فيه أبي لإبراهيم بن المهدي.
يا من لقلب صيغ من صخرة |
|
في جسد من لؤلؤ رطب |
جرحت خدّيه بلحظي فما |
|
برحت حتى اقتصّ من قلبي |
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده ، وناولني إياه وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا المعافى بن زكريا ، أنا المظفر بن يحيى بن أحمد بن الشرابي ، أنا أبو العباس المرندي ، نا طلحة بن عبد الله الطّلحي ، أنشدنا يعقوب بن عباد الزّبيري لإبراهيم بن المهدي (٣) وقد أخدمته بعض العباسيات في حال استخفائه عندها جارية ، وقالت لها : أنت له فإن مدّ يده إليك فلا تمتنعي ، ولم يعلم بهبتها له ، وكانت مليحة فجمّشها يوما بأن قبّل يدها وقال :
يا غزالا لي إليه |
|
شافع من مقلتيه |
والذي أكرمت (٤) خدّ |
|
يه فقبّلت يديه |
__________________
(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٣ في ترجمة أحمد بن أبي فنن.
(٢) تاريخ بغداد : بتأثر.
(٣) الخبر في الأغاني ١٠ / ١٣٥ وأشعار أولاد الخلفاء ص ٢٠.
(٤) في المصدرين : أجللت.