أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، أنا محمد بن العباس ، أنشدني عبيد الله بن أحمد المرورّوذي أنشدني أبي لإبراهيم بن المهدي :
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب |
|
إنّ الحريص على الدّنيا لفي تعب |
ما لي أراني إذا طالبت مرتبة |
|
فنلتها طمحت عيني إلى رتب |
قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب |
|
أن لا أخوّض في أمر ينقص بي |
لو كان يصدقني ذهني بفكرته |
|
ما اشتدّ غمّي على الدنيا ولا نصبي |
أسعى وأجهد فيما لست أدركه |
|
والموت يكدح في زندي وفي عصبي |
بالله ربّك كم بيت مررت به |
|
قد كان يعمر باللّذات والطرب |
طارت عقاب المنايا في جوانبه |
|
فصار من بعدها للويل والخرب (٢) |
فامسك عنانك لا تجمح به طلع (٣) |
|
فلا وعيشك ما الأرزاق بالطّلب |
قد يرزق العبد لم تتعب رواحله |
|
ويحرم الرزق من لم يؤت من طلب |
مع أنني واجد للناس (٤) واحدة |
|
الرزق والنّوك مقرونان في سبب |
وخصلة ليس فيها من ينازعني |
|
الرّزق أروغ شيء عن ذوي الأدب |
يا ثاقب الفهم كم أبصرت ذا حمق |
|
الرزق أعدا (٥) به من لازم الجرب |
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده ، وناولني إياه وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، نا المعافى بن زكريا ، نا أحمد بن كامل ، قال : سمعت ناشب المتوكّليّة تغني لإبراهيم بن المهدي :
أنت امرؤ متجنّ |
|
ولست بالغضبان |
هبني أسأت فهلّا |
|
مننت بالغفران |
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلّاف في كتابه.
__________________
(١) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ٦ / ١٤٧.
(٢) تاريخ بغداد : والحرب.
(٣) تاريخ بغداد : ظلع ، بالظاء المشالة.
(٤) عن المختصر لابن منظور ، وبالأصل «الناس» وفي تاريخ بغداد : في الناس.
(٥) تاريخ بغداد : أغرى.