قال : أي لعمري فمن يحدّثكموه غيري (١)؟
قال : ونا أبو بكر الخطيب ، أنا محمد بن أحمد بن رزق ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل حدثني أبو عبد الله ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، قال : سمعت إبراهيم بن الوليد ـ رجلا من بني أمية ـ يسأل الزهري ـ وعرض عليه كتابا من علم ـ فقال : أحدّث عنك بهذا يا أبا بكر؟ قال : نعم ، فمن يحدثكموه غيري؟ قال معمر : ورأيت أيوب يعرض عليه العلم فيجيزه ، قال معمر : وكان منصور بن المعمر لا يرى بالعرافة بأسا.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أبو عبد الله النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٢) : حدثني العلاء بن برد بن سنان ، أخبرني أبي قال : حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة ، فأتاه قطن فقال : أنا رسول من وراء بابك يسألونك بحقّ الله لما ولّيت أمرهم أخاك إبراهيم بن الوليد؟ فغضب (٣) وقال بيده على جبهته : أنا أولّي إبراهيم؟ ثم قال لي : يا أبا العلاء ، إلى من ترى أن أعهد؟ فقلت : أمر نهيتك عن الدخول في أوّله فلا أشير عليك في آخره.
قال : وأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات ، ففعل ذلك غير مرة قال : فقعد قطن فافتعل كتابا (٤) عن لسان يزيد بن الوليد ، ودعا ناسا فأشهدهم عليه.
قال أبي : ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئا ولا إلى أحد من الناس.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله بن عثمان ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : ثم بويع لإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ، ويكنى بأبي إسحاق ، وأمّه أم ولد بويع له في ذي الحجة سنة ست وعشرين.
قال : وحدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري ، ومحمد بن عبدوس بن كامل ، قالا : نا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثني من سمع أبا معشر السّندي ، قال : بويع
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٢٨.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة ١٢٦ ص ٣٦٩ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٣٧٧.
(٣) في تاريخ خليفة : «فقطب» وفي السير كالأصل.
(٤) في تاريخ خليفة : «عهدا» وفي السير كالأصل.