قال القاضي ـ رحمهالله ـ قول هشام : «حتى كنت وإياه» عطف وإياه الذي هو النصب على التاء ، وهي في موضع رفع ، لأنه من باب المفعول معه ، كقولهم ما صنعت وإيّاك ، ومنه قول الشاعر :
فكان وإياها كحرّان لم يفق |
|
عن الماء إذ لاقاه حتى تقدّدا (١) |
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي ، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الساوي الفقيه ، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان ـ بصور ـ أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (٢) الدقاق ، أنا خلف بن عمرو العكبري ، نا الحميدي ، نا سلمة بن سيسن (٣) الخياط المكي ، حدثني بشر بن عبيد وكان شيخا قديما قال : كنا مع طاوس عند المقام فسمعنا ضوضأة فسمعت طاوسا يقول : ما هذا؟ فقال : قوم أخذهم ابن هشام في سبب فطوّفهم فسمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من أحد يحدث في هذه الأمة حدثا لم يكن فيموت حتى يصيبه ذلك» [١٩٤٠].
قال بشر بن عبيد : فأنا رأيت ابن هشام حين عزل وأتاه عمال المدينة طوّفوه ، ولم يسم ابن هشام وإبراهيم ، ومحمد بن هشام أخوه وليا جميعا مكة وعذّبهما الوليد بن يزيد ، فالله أعلم أيّهما صاحب هذه القصة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي ح.
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي ، حدّثني أبي أحمد ، حدثني أبو عثمان البغدادي ـ ثقة ـ نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر بن الخطاب لعبد الرّحمن بن عوف : ألم يكن فيما يقرأ : قاتلوا في الله آخر مرة كما قاتلتم فيه أول
__________________
(١) الجليس الصالح : تعذرا ، وبهامشه عن نسخة : تقددا.
(٢) ضبطت عن التبصير ١ / ٦٨.
(٣) ضبطت عن التبصير ٢ / ٧٠٩.