فبادر البيعة ورد الحسد (١) |
|
تبين من يومك هذا أو غد (٢) |
فهو الذي تمّ فما من عنّد |
|
وزد ما شئت فزده يزدد (٣) |
وردّه مثل رداء ترتدي |
|
فهو رداء السابق المقلّد |
قد كان يروى أن (٤) ما كأن قد |
|
عادت ولو قد فعلت (٥) لم تردد |
فهي ترامى فدفدا عن فدفد |
|
حينا فلو قد حان ورد الورّد |
وحان تحويل القرين (٦) المفسد |
|
قال لها الله هلمّي فاسندي (٧) |
فأصبحت نازلة بالمعهد |
|
والمحتد المحتد خير محتدي |
لم ترم ثرثار النفوس الحسّد |
|
بمثل ملك (٨) ثابت مؤيّد |
لما انتحوا قدحا بزند مصلد |
|
يلوي عشرون القوى مستجمد (٩) |
يزداد إيغاضا (١٠) على التّهدّد |
|
فزايلوا (١١) باللين والتعبد |
صمصامة تأكل كل مبرد (١٢)
قال : فرويت وصارت في أفواه الخدم ، وبلغت أبا جعفر ، فسأل عن قائلها ، فأخبر أنها لرجل من زيد مناة فأعجبته ، فدعاني فدخلت عليه ، وإن عيسى بن موسى لعن يمينه ، والناس عنده ، ورءوس القواد والجند ، قال : فلما كنت بحيث يراني ، ناديت : يا أمير المؤمنين ، أدنني منك حتى أفهمك وتسمع مقالتي ، قال : فأومأ بيده ، فأدنيت حتى كنت قريبا منه ، فلما صرت بين يديه قلت : ـ ورفعت صوتي ـ أنشده من هذا الموضع من
__________________
(١) الطبري : «الحشّد» والرجز في الأغاني :
فناد للبيعة جمعا نحشد
(٢) الأغاني : في يومنا الحاضر هذا أو غد.
(٣) الأغاني : واصنع كما شئت ورد يردد.
(٤) الطبري والأغاني : «أنها» بدل «أن ما».
(٥) الأغاني : نقلت.
(٦) الطبري : الغوي.
(٧) الطبري : وارشدي.
(٨) الطبري : قرم.
(٩) في الطبري : بلوا بمشزور القوي المستحصد.
(١٠) الطبري : ايقاظا.
(١١) الطبري : فداولوا.
(١٢) بالأصل : «صمامة تأكل أكل المزيد» والمثبت عن الطبري.