عبد الله بن محمد الصّريفيني (١) ، أنا عمر بن إبراهيم الكتاني ، نا عبد الله بن محمد البغوي ، نا أبو خيثمة زهير بن حرب ، نا عبد الرّحمن ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن الجر ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : سألت أبيّ بن كعب عن شيء ، فقال : أكان بعد؟ قلت : لا ، قال : فأجمّنا (٢) حتى يكون ، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، نا عيسى بن أحمد بن وردان (٣) ، نا أضرم (٤) بن حوشب ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية قال : كان أبيّ بن كعب صاحب عبادة ، فلما احتاج إليه النّاس ترك العبادة ، وجلس للقوم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا هشام بن علي ، نا سهل بن بكار ، نا يزيد بن إبراهيم ، عن أبي هارون الغنوي ، عن مسلم بن شداد ، عن عبيد بن عمير ، عن أبيّ بن كعب قال : ما ترك أحد منكم لله شيئا إلّا أتاه الله بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا يهاون به ، وأخذه من حيث لا يعلم به إلّا أتاه الله بما هو أشدّ عليه من حيث لا يحتسب.
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمد بن هارون ، نا ابن معمر ، نا أبو بكر الحنفي ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي نصير قال : عدنا أبيّ بن كعب في مرضه ، فسمع المنادي بالأذان ، فقال لنا : الإقامة هذه أو الأذان؟ فقلنا : الإقامة ، فقال : ما تنتظرون ، ألا تنهضون إلى الصلاة؟ فقلنا : ما بنا إلّا مكانك ؛ قال : فلا تفعلوا ، قوموا ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلّى بنا صلاة الفجر ، فلمّا سلّم ، أقبل على القوم بوجهه ، فقال : «أشاهد فلان أشاهد فلان» حتى دعا بثلاثة كلّهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة ، فقال : «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك ، وإن صلاتك مع رجلين أفضل من
__________________
(١) بالأصل «الصيريفني» والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان والأنساب). في م : الصريفني.
(٢) في سير الأعلام ١ / ٣٩٩ «فاحمنا».
(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٨١ (١٦٥).
(٤) سير الأعلام : أصرم.