ومات أبيّ قبل أن يقتل عثمان رضياللهعنه بجمعة ، وقال هارون : ويقال توفي بالمدينة سنة تسع عشرة ، ويقال : سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر ، ويقال : سنة ثلاثين في خلافة عثمان.
قال : وأنا عبد الله بن محمد ، حدثني أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة.
وقال محمد بن عمر : رأيت أهل أبيّ بن كعب وأصحابنا يقولون : مات أبيّ سنة اثنتين وعشرين ، وقال عمر : اليوم مات سيد المسلمين ، وقال ابن عمر ، وحدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال : كان أبيّ رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (١) قال : قال محمد بن عمر : هذه الأحاديث ـ التي تقدمت ـ في موت أبيّ تدل على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب ، فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة اثنتين وعشرين بالمدينة ، وقد سمعت من يقول : مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين ، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا ، وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن.
قال ابن سعد (٢) : وأنا عارم بن الفضل ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيّوب وهشام ، عن محمّد بن سيرين : أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت في جمع القرآن (٣).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد ، أنا الهيثم بن عدي الطائي قال : توفي أبيّ سنة تسع عشرة.
قال : وأنا محمد بن عمر قال : مات ـ في ما رأيت أهله وأصحابنا يقولون ـ في
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٢.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٢.
(٣) وأخرجه أيضا يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨٧ والذهبي في سير الأعلام ١ / ٤٠٠ وعقب بقوله : «قلت : هذا إسناد قوي ، لكنه مرسل ، وما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أبيا ، ولو كان كذلك ، لاشتهر ، ولكان الذكر لأبي لا لزيد ، والظاهر وفاة أبيّ في زمن عمر حتى أن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته سنة تسع عشرة».