عمر ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا عبد العزيز الدّراوردي ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن الأعرج (١) ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «احتج آدم وموسى ، فقال موسى : يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ، ثم أمر الملائكة فسجدوا لك ثم أمرك أن تسكن الجنة ، فتأكل منها رغدا حيث شئت ونهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فأكلت منها ، فقال : يا موسى ألم تعلم أن الله قدّر ذلك عليّ قبل أن يخلقني؟» فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد حجّ آدم موسى ، لقد حجّ آدم موسى» [٢٠٤٩].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي ، نا أبو الحسين محمد بن أحمد الواعظ ، نا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة ، نا بكار بن قتيبة ، نا صفوان بن عيسى ، نا الحارث بن عبد الرّحمن ، أخبرني يزيد بن هرمز ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «احتج آدم وموسى عليهماالسلام ، فقال موسى : أنت آدم خلقك الله بيده ، وأسجد لك الملائكة ، وأسكنك الجنة ، فأهبطتنا وأهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك؟ فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وقرّبك نجيّا ، وأنزل عليك التوراة ، فبكم تجد التوراة كتبت؟ قال : قبل أن يخلق بأربعين سنة. قال : فوجدت فيها : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)(٢) قال : نعم ، قال : فتلومني على ذنب عملته ، كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فحجّ آدم موسى» (٣) [٢٠٥٠].
وهذا الحديث قد جاء من وجوه كثيرة وله عندي طرق اقتصرت منها على ما ذكرت (٤).
__________________
(١) اسمه عبد الرحمن بن هرمز ، أبو داود المدني ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٦٩.
(٢) سورة طه ، الآية : ١٢١.
(٣) الحديث نقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ٩٣.
(٤) نقل أكثر هذه الأحاديث ابن كثير في البداية ١ / ٩١ وما بعدها تحت عنوان احتجاج آدم وموسى عليهماالسلام.
قال ابن كثير ـ بعد أن ذكر الحديث بمختلف طرقه ـ ١ / ٩٤ :
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق. واحتج به قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال : «فحج آدم موسى» لما احتج عليه بتقديم كتابه ،