الملائكة : ـ زاد ابن الصلت : هذه ، وقالا : ـ سنّة ولد آدم من بعده» [٢٠٥٥].
أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا الحسن بن السّكن الحمصي ، نا الربيع بن روح ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن ذكوان الأزدي البصري ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن عتيّ السّعدي ، عن أبيّ بن كعب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة فلما رأت حوّاء الملائكة جزعت فقال : خلّي بيني وبين رسل ربي ، فما لقيت الذي لقيت إلّا فيك (١) ، ولا أصابني الذي أصابني إلّا فيك (٢)» [٢٠٥٦].
وروي عن الحسن من وجه آخر أتم من هذا موقوفا.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) حدّثني هدبة بن خالد ، نا حمّاد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عتيّ (٤) قال : رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا : هذا أبيّ بن كعب ، فقال : إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه : أي بنيّ إني أشتهي من ثمار الجنة ، فذهبوا يطلبون له ، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ، ومعهم الفئوس والمساحي (٥) والمكاتل (٦) ، فقالوا لهم : يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تذهبون؟ فقالوا : أبو نا مريض فاشتهى من ثمار الجنة ، فقالوا لهم : ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم ، فجاءوا فلما رأتهم حوّاء عرفتهم فلاذت بآدم فقال : إليك إليك عنّي فإني إنما أتيت من قبلك ، خلي بيني وبين ملائكة ربي عزوجل ، فقبضوه وغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ، وحفروا له ، وألحدوا له ، وصلّوا عليه ، ثم دخلوا قبره ، فوضعوه في قبره ،
__________________
(١) في الطبري ١ / ١٦٠ منك.
(٢) الحديث في تاريخ الطبري ١ / ١٦٠ والبداية والنهاية ١ / ١١٠.
(٣) الحديث في مسند أحمد ٥ / ١٣٦ ونقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١١٠ وابن سعد ١ / ٣٣ ـ ٣٤ ، واللفظ للمسند.
(٤) حرّف في البداية والنهاية إلى «يحيى» بن ضمرة السعدي.
(٥) المساحي جمع مسحاة وهي آلة كالمجرفة يجرف بها الطين وغيره.
(٦) المكاتل جمع مكتل وهو الزنبيل الذي يحمل فيه التمر.