ووضعوا عليه اللّبن ، ثم خرجوا من القبر ، ثم حثوا عليه [التراب](١) ، ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنّتكم.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي المؤذن ، وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي عتيق ابن السمعاني بمرو ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفارسي ، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، نا عبد الله بن روح ، نا شبّابة بن سوّار ، نا خارجة بن مصعب ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن عثمان ، كذا قال : وإنما هو عن عتيّ ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن آدم عليهالسلام لما مرض مرضه الذي مات فيه قال لبنيه : أي بنيّ إني أشتهي ما يشتهي المريض ، وإني أشتهي من ثمار الجنة ، فابغوني من ثمار الجنة قال : فخرجوا يسعون في الأرض فلقيتهم الملائكة عيانا ، فقالوا : يا بني آدم أيّ شيء تريدون؟ قالوا : نبغي أبانا من ثمار الجنة ، فقالوا : ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم إلى الجنة قال : فقبضوا روحه وهم ينظرون وغسّلوه وهم ينظرون ، وكفّنوه وهم ينظرون ، ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنّتكم في موتاكم» [٢٠٥٧].
كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد (٢).
ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن المعدّل قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ، أنا محمد بن أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا عبد الرّحمن بن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان لآدم عليهالسلام : بنون وذو سواع ويغوث ويعوق ونسر ، فكان أكبرهم يغوث فقال له : يا بني انطلق فإن لقيت أحدا من الملائكة فمره يجيئني بطعام من الجنة وشراب من شرابها ، قال : فانطلق فلقي جبريل عليهالسلام بالكعبة فسأله ذلك ، قال : ارجع فإن أباك يموت ، فرجعا فوجداه يجود بنفسه قال : فوليه جبريل فجاءه بكفن وحنوط وسدر ثم قال : يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم فاصنعوه بموتاكم ، فغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ، ثم حملوه إلى الكعبة فأمر جبريل يصلّي عليه ، فعرف فضل جبريل يومئذ على الملائكة فكبّر
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
(٢) قوله : «كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد ، ثم» سقط من م هنا وكتبت بعد قوله المعدل.