ظهره لا ينظر إليهم ، ثم التفت إليهم بعد [وقت](١) طويل فقال : إيها فقرأ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، وكان أكبرهم يومئذ فقال : (طسم ، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ، لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) إلى قوله ـ (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٢) قال : أعد ، فأعاد ، فقال : أعد ، فأعاد. فقال : أعد ، فأعاد. فقال : ها إني خرجت إلى هؤلاء وقد رضت كلاما سوى ما كنت أكلّمهم به رجاء أن ينفعهم الله به في دينهم ، فرأيت تلعّبا وتلهّيا وقلّة إقبال عليه ، واستماع له ، فبلغ مني مبلغه ، فقطعته وأخذت في نحو ما كنت آخذ فيه من القول ، ثم نزلت بغيظي وهمّي حتى عزّاني الله بما قرأ ابني هذا ، فما عسى أصنع؟ أأبخع نفسي؟
قال ابن يونس : إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز ، حدّث عنه الليث ، وابن لهيعة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٣) ، نا زيد بن بشر ، نا ابن وهب ، حدثني الليث : أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدّثه أنه سمع أباه يقول لابن شهاب : ما أعلمك تعرض عليّ شيئا ، إلّا شيئا قد مر على مسامعي ، إلّا أنك أوعى له منّي.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ـ في كتابه ، واللفظ له ـ ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم بن النرسي وأبو الفضل بن خيرون قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسن الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان الشيرازي ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٤) : إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي ، عن عمر بن عبد العزيز قوله : سمع منه بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، حديثه في الشاميين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ،
__________________
(١) عن مختصر ابن منظور ٤ / ١٠٠ وهي مستدركة أيضا بين معكوفتين فيه.
(٢) سورة الشعراء ، الآيات : ١ ـ ٦.
(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٢ وانظر سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٢٨ والبداية والنهاية ٩ / ١٥٩.
(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٣٠٨ ترجمة ٩٧٦.