خوفه ، واستيحاشه ، فأقام عنده محترما ، ثم رحل عنه مكرما وتوجه إلى العراق ، واجتاز بالبلقاء من أعمال دمشق ، ووزر لقريش أمير بني عقيل ، ووزر لابن مروان صاحب ديار بكر.
وكان أديبا مترسلا وشاعرا فاضلا ذا معرفة بصناعتي الكتابة الإنشائية والحسابية ، وحدّث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بابن حنزابة.
روى عنه : ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين ، وأبو الحسن بن الطّيّب الفارقي.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم ، قال : قرأت على الرئيس أبي يحيى عبد الحميد بن الحسين بن علي المقرئ ، عن أبيه الوزير أبي القاسم الحسين بن علي ، أنا الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات في داره بمصر ، قال : قرأت على أبي الحسين محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري بالفسطاط ، نا أبو العباس أحمد بن موسى الرازي ، أنا أبو زكريا يحيى بن زكريا الطائي السمعاني مولى لهم ، نا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي ، نا عيسى ، نا أبو عمرو بن العلاء ، قال السمعاني : وحدّثنا أبو حاتم قبيصة بن معاوية المهلّبي ، نا أبو الحسن المدائني ، قالا (١) : كان رجل بالمدينة من بني سليم يقال له جعدة ، وكان يتحدث إليه النساء بظهر المدينة فيأخذ المرأة فيعقلها إلى (٢) الحيطان ، [و] يثبت في العقال فإذا أرادت أن تثبت سقطت وتكشّفت ، فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي فكتب رجل منهم إلى عمر رضياللهعنه بهذه الأبيات (٣) :
ألا أبلغ أبا حفص رسولا |
|
فدا لك من أخي ثقة إزاري |
قلائصنا ـ هداك الله ـ إنّا |
|
شغلنا عنكم زمن الحصار |
لمن قلص تركن معقّلات |
|
قفا سلع بمختلف البحار (٤) |
__________________
(١) القصة نقلها ياقوت في معجم الأدباء ١٠ / ٨٣ والعقد الفريد ـ بتحقيقنا ـ ٢ / ٢٧٨ باختصار.
(٢) بالأصل «ان» والمثبت عن معجم الأدباء.
(٣) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ٨٣ ـ ٨٤ وفي العقد الفريد ٢ / ٢٧٨ الأول والثاني والرابع.
(٤) القلص جمع قلوص وهي من الإبل : الشابة ، يريد بها النساء. ومعقلات : يعني مقيدات بالعقال.