يعقّلهن جعدة من سليم |
|
وبئس معقّل الذّود (١) الطّوار (٢) |
يعقّلهنّ أبيض شيظمي (٣) |
|
معرّ (٤) يبتغي سقط العرار |
فلما قرأ عمر الأبيات ، قال : عليّ بجعدة من سليم ، فأتوه به ، فكان سعيد يقول : إني لفي الأغيلمة [إذا] جروا جعدة إلى عمر ، فلما رآه قال : أشهد أنك شيظميّ كما وصف ، فضربه مائة ونفاه إلى عمان.
قال : إزاري ، قالوا : لساني ، وقالوا : نفسي.
أنبأنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وأبو الحسن محمّد بن مرزوق ، وأبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين ونقلته من خطه ، قالوا : أنشدنا أبو بكر الخطيب قال : سمعت من ينشد للقاسم أبي الوزير المقرئ (٥) :
الدّهر سهل وصعب |
|
والعيش مرّ وعذب |
واكسب بمالك حمدا |
|
فليس كالحمد كسب |
وما يدوم سرور |
|
فاختم (٦) وطيبك رطب |
أنشدني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز ، أنشدنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنشد الشيخ الرئيس أبو العز محمّد بن نصر بن جامع بن حمدان ، وكتب لي بخطه للوزير أبي القاسم المغربي ، قال : أنشدنيه الأجل القاسم بن بابوية ، قال : أنشدنيه الوزير يعني أبا القاسم بن المغربي (٧) :
خف الله واستدفع سطاه وسخطه |
|
وسائله فيما تسأل الله تعطه |
فما تقبض الأيام من نيل حاجة |
|
بنان فتى أبدى إلى الله بسطه |
وكن بالذي قد خطّ في اللوح راضيا |
|
فلا مهرب مما قضاه وخطّه |
وإن مع الرزق اشتراط التماسه |
|
وقد يتعدّى إن تعدّيت شرطه |
__________________
(١) الذود : من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر.
(٢) كذا بالأصل ومعجم الأدباء ، وفي العقد الفريد : الظؤار.
(٣) الشيظمي الطويل الجسم الفتي من الناس والخيل والإبل.
(٤) معر : الرجل المعر ، هو الذي يدخل على قومه مكروها يلطخهم به.
(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ٨٨.
(٦) معجم الأدباء :
فاغنم وقلبك رطب
(٧) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ٨٥ ـ ٨٦.