سالم الأسدي (١) ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال : أين تريد؟ قال : العراق ـ ومعه طوامير وكتب ـ فقال : لا تأتهم ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم ، قال : إن الله عزوجل [خيّر](٢) نبيّه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم والله لا يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها الله عزوجل عنكم إلا للذي هو خير لكم فارجعوا ، فأبى وقال : هذه كتبهم وبيعتهم ، قال : فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا علي بن الحسن بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا أبو بكر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزّبرقان ، نا شبابة بن سوّار ، نا يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي ، قال : سمعت الشعبي ، يحدّث عن ابن عمر أنه كان بماء له فبلغه أن الحسين بن علي قد توجّه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له : أين تريد؟ فقال : العراق. وإذا معه طوامير كتب ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم ، فقال : لا تأتيهم (٣). فأبى قال : إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، ولم يرد الدنيا وإنكم بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم والله لا يليها أحد منكم ، وما صرفها الله عنكم إلّا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع. قال : واعتنقه ابن عمر وبكى وقال : استودعك الله من قتيل.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني ، أنا أبو القاسم الحسن بن علي ح.
قال : وأنا ابن أبي العلاء ، أنا أبو عبد الله محمّد بن حمزة بن محمّد بن حمزة الحرّاني ، قال : قرئ على أبي القاسم الحسن بن علي البجلي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد ، نا يحيى بن معين ، نا أبو عبيدة ، نا سليم بن حيان ، قال الحرّاني :
__________________
(١) كذا بالأصل هنا يحيى بن سالم الأسدي ، ومرّ في الحديث السابق : يحيى بن إسماعيل البجلي.
انظر ترجمة الأسدي في الجرح والتعديل ٩ / ١٢٦ فقد ورد أنه روى عنه شبابة بن سوار ولم يرد أنه روى عن البجلي رغم أنهما رويا عن الشعبي. فلعله حرف في الحديث السابق.
(٢) الزيادة عن دلائل البيهقي.
(٣) كذا والصواب : لا تأتهم.