قال : ثم يقول طاوس : ما رأيت أحدا أشد تعظيما للحرم من ابن عباس ، ولو أشاء أن أبكي لبكيت.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا محمّد بن عمرو بن أبي مذعور ، نا سفيان بن عيينة ، عن إبراهيم بن ميسرة ، [أنه] سمع طاوسا يقول : سمعت ابن عباس يقول : استشارني حسين بن [علي في] الخروج فقلت : لو لا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك [قال :] فكان الذي رد عليّ أن قال : لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن يستحل بي (١) ذلك [فقال ابن عباس : فكان هذا هو](٢) الذي سلّا بنفسي عنه.
قال : ثم يحلف طاوس : أنه [لم] ير رجلا أشد تعظيما للمحارم من ابن عباس لو أشاء أن أبكي لبكيت.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو بكر بن أبي الحديد ، أنا أبو بكر محمّد بن بشر (٣) الزّبيري ، نا محمّد بن بحر بن مطر ، نا الحسن بن قتيبة ، نا يحيى بن إسماعيل البجلي ، عن الشعبي ، قال (٤) : لما توجه الحسين بن علي العراق قيل لابن عمر : إن أخاك الحسين قد توجه إلى العراق ، فأتاه فناشده الله فقال : إن أهل العراق قوم مناكير ، وقد قتلوا أباك وضربوا أخاك وفعلوا وفعلوا ، فلما آيس منه عانقه وقبّل بين عينيه ، وقال : استودعك الله من قتيل ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل أبى لكم الدنيا» [٣٥٤١].
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٥) ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الإسفرايني ، نا يوسف بن يعقوب القاضي ، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، نا شبابة بن سوّار ، نا يحيى بن
__________________
(١) بالأصل : «يستحل بذلك» والمثبت عن الترجمة المطبوعة ص ١٩١.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن الترجمة المطبوعة وعن رواية الخبر السابقة.
(٣) في الترجمة المطبوعة : بشير.
(٤) الخبر في سير الأعلام ٣ / ٢٩٢.
(٥) الخبر في دلائل البيهقي ٦ / ٤٧٠.