أخبرنا أبو غالب أيضا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني عمي ، نا الزبير ، حدّثني محمّد بن الضحاك ، عن أبيه ، قال : خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد ، فكتب يزيد إلى ابن زياد ، وهو واليه على العراق : إنه قد بلغني أن حسينا قد صار إلى الكوفة ، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان ، وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما يعتبد العبيد ، فقتله ابن زياد وبعث برأسه إليه (١).
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ح ، قال (٢) : وأنا تمام علي بن محمّد إجازة ، أنا أبو بكر بن بيري ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا [ابن] أبي خيثمة ، نا أبي ، نا وهب بن جرير ، حدّثني أبي ، عن الزبير ابن الخرّيت (٣) ، قال : سمعت الفرزدق يحدث ، قال : [لقيت الحسين بن علي بذات عرق (٤) وهو يريد الكوفة ، فقال لي : ما ترى أهل الكوفة صانعين [بي؟] معي حمل بعير](٥) من كتبهم ، قلت : لا شيء يخذلونك ، لا تذهب إليهم ، فلم يطعني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو بكر الحميدي ، حدّثني سفيان ، حدّثنا رجل من بني أسد يقال له بحير ـ بعد الخمسين والمائة ـ وكان من أهل الثعلبية (٦) ، ولم يكن في الطريق رجل أكبر منه ، فقلت : مثل من كنت حين مرّ بكم حسين بن علي؟ قال : غلام يفعت (٧) ، قال : فقام إليه أخ لي كان أكبر مني يقال له زهير ، قال : أي ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إني أراك في قلة من الناس ، فأشار [الحسين] بسوط في يده هكذا ،
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٦١٤.
(٢) كذا.
(٣) بالأصل : «عن الزبير عن ابن الخريت» والصواب ما أثبت عن الترجمة المطبوعة : بحذف «عن» وهو الزبير ابن الخريت بكسر المعجمة ، وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم فوقانية كما في تقريب التهذيب.
(٤) مهل أهل العراق وهو الحد بين نجد وتهامة (معجم البلدان).
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الترجمة المطبوعة ص ٢٠٨.
(٦) من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية (ياقوت).
(٧) في ابن العديم ٦ / ٢٦١٥ : غلام قد أيفعت.