أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا عبد الصمد بن علي ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، نا عمرو بن عون ، أنا خالد ، عن الجريري ، عن عبد ربّه (١) ـ أو غيره ـ : أن الحسين بن علي لما أرهقه السلاح وأخذله السلاح قال : ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل من المشركين؟ قالوا : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبل من المشركين؟ قال : إذا جنح أحدهم قبل منه. قالوا : لا ، قال : فدعوني أرجع. قالوا : لا ، قال : فدعوني آتي أمير المؤمنين فأخذله رجل السلاح فقال له : أبشر بالنار ، فقال : بل ـ إن شاء الله ـ برحمة ربي عزوجل ، وشفاعة نبيي صلىاللهعليهوسلم.
فقتل وجيء برأسه حتى وضعه في طست بين يدي ابن زياد فنكته بقضيبه ، وقال : لقد كان غلاما صبيحا. ثم قال : أيكم قاتله؟ فقام الرجل ، فقال : أنا قتلته ، فقال : ما قال لك؟ فأعاد الحديث ، فاسودّ وجهه لعنه الله.
قال : (٢) وحدّثني عمي قال : حدّثني القاسم بن سلام ، حدّثني حجاج بن محمّد ، عن أبي معشر ، عن بعض مشيخته ، قال : قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلاء قال : كرب وبلاء.
وبعث عبيد الله بن زياد عمر بن سعد فقاتلهم ، فقال الحسين : يا عمر اختر مني إحد [ى] ثلاث خصال : إما أن تتركني أرجع كما جئت ، فإن أبيت هذه فسيّرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم بي ما رأى ، فإن أبيت هذه فسيّرني إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت.
فأرسل إلى ابن زياد بذلك فهمّ أن يسيّره إلى يزيد ، فقال له شمر بن [ذي] جوشن : لا إلّا أن ينزل على حكمك فأرسل إليه بذلك ، فقال الحسين : والله لا أفعل. وأبطأ عمر عن قتاله ، فأرسل إليه ابن زياد شمر بن [ذي] جوشن ، فقال : إن يقدم عمر يقاتل وإلّا فأقتله ، وكن أنت مكانه.
وكان مع عمر قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة ، فقالوا : يعرض عليكم ابن
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٦١٦.
(٢) القائل : عبد الله بن محمد ، كما يفهم من عبارة ابن العديم.