قال الخطيب : وهذا الإسناد (١) موضوع إسنادا ومتنا ، ولا أبعد أن يكون ابن أبي الأزهر وضعه ، ورواه عن قابوس ، عن أبيه ، عن جده ، عن جابر ، ثم عرف استحالة هذه الرواية فرواه بعد ونقص منه «عن جده» وذلك أن أبا ظبيان قد أدرك سلمان الفارسي ، وسمع منه ، وسمع من علي بن أبي طالب أيضا ، واسم أبي ظبيان حصين بن جندب ، وجندب أبوه لا يعرف أكان مسلما أو كافرا. فضلا عن أن يكون روى شيئا ، ولكن في الحديث الذي ذكرناه عنه فساد آخر ـ لم يقف واضعه عليه فيغيره ـ وهو استحالة رواية سعيد بن عامر ، عن قابوس ، وذلك أن سعيدا بصري وقابوس (٢) كوفي ولم يجتمعا قط بل لم يدرك سعيد قابوسا ، وكان قابوس قديما روى عنه سفيان الثوري وكبراء الكوفيين ، ومن آخر من أدركه جرير بن عبد الحميد ، وليس لسعيد بن عامر رواية إلّا عن البصريين خاصة ، والله أعلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا أحمد بن عثمان بن ساج (٤) السكري ، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا محمّد بن شداد المسمعي ، نا أبو نعيم ، نا (٥) عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أوحى الله تعالى [إلى](٦) محمّد صلىاللهعليهوسلم أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وأنا قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.
أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن زكريا الشّيباني ، نا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي ، نا أحمد بن الحسن الخزّاز ، نا أبي ، نا حصين بن مخارق ، عن داود بن أبي هند ، عن ابن سيرين قال : لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلّا على الحسين بن علي (٧).
__________________
(١) كذا ، وفي تاريخ بغداد : وهذا الحديث.
(٢) تاريخ بغداد : وقابوسا كوفي.
(٣) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ١٤٢ في ترجمة الحسين بن علي رضياللهعنهما.
(٤) كذا ، وفي تاريخ بغداد : «مياح» وترجم له الخطيب في تاريخه ٤ / ٣٠٠.
(٥) سقطت من الترجمة المطبوعة ، وفيها : «أبو نعيم عبد الله بن حبيب ...» خطأ.
(٦) زيادة لازمة.
(٧) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٣١٢.