ورجع إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله ، فكان يأكل ويحدث في مكانه.
قال : ونا محمّد بن سعد ، نا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعبد الملك بن عمر ، وأبو عامر العقدي ، قالا (١) : نا قرّة بن خالد ، نا أبو رجاء ، قال : لا تسبّوا عليا يا لهفنا على أسهم رميته بهنّ يوم الجمل مع ذاك لقد قصّرن ـ والحمد لله ـ عنه قال : إن جارا لنا من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا إلى الفاسق بن الفاسق قتله الله [يعني] الحسين بن علي قال : فرمى الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره ـ لعنه الله (٢) ـ.
أخبرنا جدي القاضي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزاز ، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السّمّاك ، نا أبو قلابة ، نا أبو عاصم وأبو عامر قالا : نا قرّة بن خالد السّدوسي (٣) قال : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : لا تسبّوا أهل هذا البيت ـ أو أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ـ فإنه كان لنا جار من بلهجيم قدم من الكوفة قال : ما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله ـ يعني الحسين ـ فرماه الله بكوكبين من السّماء ، فطمس بصره ، قال أبو رجاء : فأنا رأيته (٤).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو بكر الخطيب ـ إملاء ـ أنا أبو العلاء الوراق ـ وهو محمّد بن الحسن بن محمّد ـ نا بكار بن أحمد المقرئ ، نا الحسين بن محمّد الأنصاري ، حدّثني محمّد بن الحسن المدني ، عن أبي السكين البصري ، حدّثني عن أبي زحر بن حصن (٥) ، نا إسماعيل بن داود بن أسد ، حدّثني أبي عن مولى لبني سلامة قال : كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث بالليل : ما أجد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى يصيبه بلية ، ومعنا رجل من طيء فقال الطائي : فأنا ممن أعان على قتل الحسين فما أصابني إلّا خير ، قال : وعشي (٦) السراج
__________________
(١) كذا بالأصل والترجمة المطبوعة ص ٢٥١.
(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٣١٣ وفيها «فطمس بصره».
(٣) بهامش المطبوعة ص ٢٥١ عن إحدى النسخ : الدوسي.
(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٦٤٢.
(٥) في الترجمة المطبوعة : «زحر بن حصين» وبهامشها عن نسخة : زجر بن حصين.
(٦) كذا ، والصواب : وغشي أي أطفئ أو أظلم.