الحسين في صفر سنة إحدى وستين.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن إسحاق ، أنا العباس بن محمّد مولى بني هاشم ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا علي ، ويكنى أبا إسحاق : عن عامر بن سعد البجلي قال : لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام فقال : إن رأيت البراء بن عازب فاقرئه مني السلام ، وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار ، وإن كاد الله أن يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم.
قال : فأتيت البراء فأخبرته ، فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتصور بي» [٣٥٤٧].
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا في كتابيهما ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياوش الكازروني ، نا أبو أحمد عبيد الله (١) بن محمّد بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ ، قال : قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم بن يسار الأنباري النحوي ، وأنا حاضر ، نا أبو بكر موسى بن إسحاق الأنصاري ، نا هارون بن حاتم أبو بشر ، نا عبد الرّحمن بن أبي حمّاد ، نا الفضل (٢) بن الزبير ، قال : كنت جالسا [عند شخص](٣) فأقبل رجل فجلس إليه ، رائحته رائحة القطران ، فقال له : يا هذا أتبيع القطران؟ قال : ما بعته قط ، قال : فما هذه الرائحة؟ قال : كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد ، وكنت أبيهم أوتاد الحديد ، فلمّا جنّ عليّ الليل رقدت [فرأيت في نومي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه علي ، وعلي يسقي القتلى من أصحاب الحسين](٤) فقلت له : اسقني فأبى ، فقلت : يا رسول الله مره يسقيني فقال (٥) : ألست ممن عاون علينا؟ فقلت : يا رسول الله ، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولكني كنت أبيعهم أوتاد الحديد ، فقال : يا علي اسقه فناولني قعبا مملوءا قطرانا فشربت منه قطرانا ، ولم
__________________
(١) بهامش الترجمة المطبوعة عن نسخة : محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ.
(٢) في مختصر ابن منظور ٧ / ١٥٧ الفضيل.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الترجمة المطبوعة ص ٢٩٨ واللفظتان مستدركتان فيها بين معكوفتين ، وفي مختصر ابن منظور ٧ / ١٥٧ [إلى السدي] وأيضا مستدركة فيه معكوفتين.
(٤) الزيادة بين معكوفتين عن م وانظر مختصر ابن منظور والترجمة المطبوعة.
(٥) بالأصل : فقلت.